تستقبل المرأة في تقرت شهر رمضان بالعنبر وتسرغين، وهو بخور معطر تواضب عليه المرأة أياما قبل حلول هذا الشهر الكريم حفاظا على عادة قديمة يتمسك بها أهل تقرت. وهو ما أشارت إليه السيدة ''بلميمون عائشة'' وهي أستاذة تعليم متوسط من تقرت، والتي كان لنا معها حديث حول عادات المنطقة في استقبال شهر الصيام. وكشفت محدثتنا أن مائدة الإفطار التقورتية تتميز بحساء ''التماسين''، وهو شربة الدشيشة، كما تنوع المرأة خلال هذا الشهر الحساء، فإلى جانب ''التماسين'' يوجد حساء ''الهريس'' والذي يحضر بالقمح المدقوق، وحساء الثريد والذي توضع فيه مربعات من العجين تحضرها المرأة قبيل رمضان وتعتمد في تحضير هذه الأطباق على عدة أنواع من التوابل، منها تابل ''شيبة الشيخ'' وهو تابل مكون من الثوم المجفف والقصبر والكروية بحيث يدق الجميع وتحضر به الأطباق. وتقتضي العادة في تقرت أن يتناول الصائمون بعد صلاة المغرب نوعا من هذه الشوربات المحضرة الى جانب أكلات وأطباق محلية مثل ''القرصة'' والتي تحضر بطريقة المحاجب بالعاصمة، إلا أنها لا تطوى وهي مطلوبة بكثرة في مدينة تقرت خاصة في هذا الشهر. ويختتم الإفطار بكؤوس الشاي وبعض الحلويات التقليدية مثل ''أذن الشيخ'' و''المقروط بالتمر'' وبعدها يتوجه الجميع نساء ورجالا وأطفالا إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، ومنها يجتمع الجميع في بيوت الأهل والأصدقاء لقضاء السهرات وتفقد أحوال المرضى لأن المواطن في تقرت مازال سباقا للأعمال الخيرية. أما السحور فيكون بطبق ''بن دارق'' ويحضر ب''السلق'' بحيث يقطع ويضاف إليه اللحم والحمص والبطاطا والزيت والفول اليابس ويطهى على نار هادئة ثم يسقى به الكسكسي. أما الختان بتقرت فغالبا ما يكون جماعيا، بحيث يجهز الطفل ليلة ال27 من رمضان ويؤخذ لزيارة ضريح ''سيدي الحاج علي التماسيني'' لتوضع له الحناء، وهذا حسب عادات وتقاليد المنطقة ثم يرجع للبيت للاحتفال به وسط الأقارب والجيران وفي اليوم الموالي تجرى له عملية الختان. أما العشر الأواخر فتخصص للصلاة والتعبد ويولى الجانب الديني والروحي اهتماما أكثر من الجانب الدنيوي ويواضب المواطنون على صلاة التهجد.