اعتقد ''ق.ك'' أنه سيدخل عالم رجال المال والأعمال من بابه الواسع، بعد أن تلقى رسالة على بريده الإلكتروني من سيدة قدمت نفسها بأنها أرملة جنرال نيجرية لاجئة سياسية بلندن، تبحث عمن يساعدها في استثمار ثروتها المقدّرة ب4 ملايين ونصف أورو في الجزائر. الجزائر: سلمى حراز قدم ''ق.ك'' لشريكته المستقبلية كل المعلومات عن مناخ الاستثمار في قطاع الزراعة والبناء في الجزائر، في انتظار التحاقها لمباشرة إجراءات إقامة مشاريعها، دون أن يشك للحظة في كذبها، بعد أن كلمته هاتفيا من لندن وأكدت له أنها أوكلت لابنها مهمة وضع الأسس الأولى للمشروع قبل أن تصل إلى الجزائر. وبالفعل، اتصل ابنها الذي حلّ بالجزائر قادما من لندن ب''ق.ك''، والتقى به لدراسة الخطوط العريضة للمشروع، وطلب ابنها منه فتح حساب بنكي بالعملة الصعبة حتى تحوّل الأموال كاملة إلى حسابه لشراء شقة كخطوة أولى، قبل أن تتصل ''أرملة الجنرال'' من لندن وتخبره أن البنك لم يرخص لها إلا بتحويل مبلغ 7700 أورو، وبأن الحل الوحيد لتحويلها هو فتح حساب لدى المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين. ولم يتفطن الضحية الذي أغراه الطمع لكذب ادّعاء السيدة الإفريقية، حيث سارع لفتح حساب لدى المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين بمساعدة ابن الجنرال الذي تولى العملية ''الوهمية'' بعد أن منحه الضحية مبلغ 220 أورو. غير أن الشكوك انتابت الضحية بعد أن طلب منه الإفريقي منحه مبلغ أكبر، يقدّر ب2620 أورو، أوهمه بأنها مستحقات تحويل وسحب مبلغ 4 ملايين أورو، حيث تنقل لمقر المفوضية حتى يستفسر عن حسابه البنكي، ليصطدم بحقيقة تعرّضه لعملية احتيال، بعد أن أكد له الموظفون في المفوضية بأنها هيئة إنسانية ليس لها تعاملات تجارية ومالية ولا تفتح حسابات بنكية. ولم يقطع الضحية الاتصال بالرعية الإفريقية للإيقاع به، حيث أودع شكوى لدى مصالح الأمن، لتتمكن عناصر فرقة مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية الإيقاع بالمتهم الذي كان يحوز على جواز سفر عليه تأشيرة مزوّرة لدخول التراب الجزائري، ووثائق تحويل أموال مزوّرة، ليتم إحالته على محكمة سيدي امحمد بتهم النصب والاحتيال والتزوير واستعمال المزوّر في وثائق إدارية، الهجرة السرية والإقامة غير الشرعية بالتراب الوطني، وتم إيداعه الحبس المؤقت بسجن سركاجي ليحاكم لاحقا.