يبقى الشيخ عيسى غوماري، مؤذن المسجد الكبير بتلمسان، يمثّل عميد المؤذّنين في تلمسان وربما حتّى على المستوى الوطني، حيث يمارس هذه المهنة منذ أكثر من 30 سنة. ''الخبر'' التقت به في المسجد الكبير رغم أنّه رفض الحديث إلينا، معتبراً هذا كشفاً لمهنة أحبّها وجعلها سرّاً بينه وبين الله تعالى. كم مضى عليك وأنت تمارس هذه المهنة الشّريفة؟ لقد بدأتُ مهنة مؤذّن متطوعاً في مسجد أولاد إمام بتلمسان لمدة ثلاث سنوات، لأنتقل بعدها إلى المسجد الكبير الذي كنتُ أتمنّى أن أؤذّن فيه، وقد وفّقني ربّي عزّ وجلّ، ومازلتُ فيه وأتمنّى البقاء فيه إلى آخر نفس من حياتي. كيف كانت بدايتك؟ لقد كنتُ في بدابة مسيرتي أجوِّد القرآن الكريم، بعد أن تعلّقت بالمقرئ المرحوم عبدالباسط عبد الصمد، الذي أثّر في وكنتُ أقلّده في تجويد القرآن عندما أصطحب الأئمة إلى المساجد الأخرى أو عند تلقّيهم الدعوات، ومن هؤلاء الأئمة الذين تعاملت معهم المرحوم الشيخ بن قادة، الشيخ الهبري وعبدالقادر بن منصور رحمهم الله تعالى. لقد كنتُ أملك صوتاً جميلاً، جعل العديد من الأئمة يطلبون منّي الأذان في مساجدهم، حيث طلب مني الأمام سي بومدين بن موسى في أحد أوقات الصّلاة أن أؤذّن، فأذّنتُ بأذان حنفي، لأنتقل إلى المسجد الكبير الذي أعمل فيه متطوّعاً وهي أمنية تمنيتها. وقد كلّفوني بالأذان في صلاتي الصبح والعشاء، والحمد لله أنّه طيلة مدة 30 سنة لم أتخلَّف عن العتمتين الصبح والعشاء. ماذا تقصد بأذان حنفي ولماذا؟ يقصد به أذان المدينةالمنورة وتركيا، حيث كنت أهوى هذا الأذان كثيراً، واجتهدت لأن أكون في مستوى مؤذّن المدينةالمنورة.