شيّد أهالي تيارت المنحدرين من عدة عروش المسجد العتيق في أواخر عام 1869م، كرد فعل منهم على بناء المستعمر الفرنسي لكنيسة بقلب مدينة تيارت ليكون منافساً لها معمارياً ووظيفة. ويُعد هذا المسجد واحداً من معالمها التاريخية القليلة الباقية الّتي ارتبطت بها الذاكرة الشعبية للسكان القدامى، ويعرف بالمسجد العتيق على حساب مسجد عبد القادر فغولي بن حميسي الواقع بقلب المدينة القديمة، يُطل على ساحة الشّهداء الّتي شنق فيها الشهيد علي معاشي ورفقائه، هندسته المعمارية ونوع الحجارة الّتي بني بها توحي بأنّ تاريخ بنائه يعود إلى أبعد من هذا التاريخ، حتّى ساد الاعتقاد لدى البعض أنّ الأتراك هم مَن بنوه، والسبب يعود إلى أنّ الحجارة الّتي بني بها المسجد جلبت من موقع الجدار الأثري بمساهمة من أهالي المنطقة الّذين جمعوا التبرّعات لإنجازه كرد فعل ''هندسة ووظيفة'' على الفرنسيين الّذين شيّدوا ثلاثة مرافق عمومية متقابلة هي الكنيسة ودار البلدية ودار القضاء، فالأولى فقد حطّمَت ونهبت حجارتها، أمّا الثانية والثالثة فلا زالتَا قائمتان. لقد تفنّن بناؤون إيطاليون في إنجاز المسجد العتيق وفق مخطط هندسي رائع يجب إليه المارة بالشارع الرئيسي الأمير عبد القادر وساحة الشّهداء ومن فوقهما الحي العتيق المعروف ب''البلاد'' أو ''لارودوت'' كما سمّاه الفرنسيون، الّذي كان عبارة عن ثكنة عسكرية بنيت سنة 1843م من طرف الجنرال ''لاموريسير'' على أنقاض مدينة رومانية محصّنَة، وقد تحوّل المكان إلى مدرسة عسكرية للإشارة في الوقت الحالي، لكن الحصن لا يزال يحيط بها، ويمكن الولوج إلى المسجد العتيق من بوابتين الأولى مدخل بالسلالم من ساحة الشّهداء عبر حديقة خضراء أو من بوابة جانبية متّصلة بسلاليم تربط شارع الأمير عبد القادر بشارع المقاومة ثمّ بحي ''القرابة'' الّذي أطلقت عليه السلطات اسم الشهيد خلداوي عبد الوهاب الّذي يحتضن ضريح الوليّ الصّالح سيدي خالد الّذي كان يقصده المصلّون قبل 1870م أي قبل فتح المسجد العتيق.