عاد عناصر تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي إلى مواقعهم في غابة واغادو قرب الحدود المالية الموريتانية، وفق مصادر عسكرية مالية، ما يشكل اختبارا لقدرة الجيشين المالي والموريتاني على طرد التنظيم من مواقعه الحصينة، وتحديا للحكومة المالية التي تراهن على برنامج تنموي بمساعدة الجزائر للقضاء على الفقر والبطالة في المنطقة المضطربة أمنيا وسياسيا منذ عقود. عكس التقارير الرسمية للجيش المالي، بخصوص تطهير غابة ''واغادو'' التي كان يستخدمها التنظيم الإرهابي كقاعدة خلفية، أوردت مجلة ''جون أفريك'' أن عناصر التنظيم ظهروا من جديد في الغابة، باعتراف مصدر أمني مالي، الذي أشار إلى أن ''المعلومات التي بحوزتنا تشير إلى تواجد تجمعات للإرهابيين، لكن لا أستطيع تحديد العدد الحقيقي لهذه العناصر''. وأفاد نفس المصدر، أول أمس، أن ثلاث مجموعات مسلحة على الأقل شوهدت قبل أسبوع في هذه الغابة الإستراتيجية. وحسب نفس المصدر، فإن هذه الغابة التي قيل إنه تم تطهيرها قبل فترة قريبة من قبل الجيشين المالي والموريتاني، تخضع أكثر من أي وقت مضى لهيمنة تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي، و''هي عودة استعراضية بسبب الموقع الاستراتيجي للغابة في المواجهة التي يقودها الإسلاميون''، تقول جون أفريك. يأتي هذا في وقت شدد فيه الرئيس المالي، خلال إعلانه عن برنامج تنموي خاص جديد بشمال البلاد حيث الأغلبية من الطوارق والعرب، على ضرورة ''تطهير الغابة والبقاء فيها''، أي ضمان تغطية أمنية دائمة لمنع تسلل عناصر تنظيم القاعدة إلى المواقع التي كانت تحتلها قبل العملية العسكرية غير المسبوقة، التي شهدتها المنطقة الممتدة على حدود موريتانيا. ويفهم من تصريح الرئيس المالي أن التصريحات المتفاخرة للقيادات العسكرية في باماكو ونواقشوط، والإعلان عن تطهير الغابة غير ذلك المسجل في الواقع الميداني، وأن التنظيم الإرهابي لازال يشكل تهديدا لأمن المنطقة، وأن عملا كبيرا ينتظر الجيش المالي المتمرس على حرب العصابات لإنهاء مهمته وتأمين شمال البلاد. وأرفقت العملية العسكرية المالية الموريتانية المشتركة بدعاية واسعة، وروّج للقضاء على عشرات الإرهابيين، وتدمير مخابئ ومخيمات، وفرار مقاتلين آخرين من تنظيم القاعدة إلى حدود البلاد المشتركة مع كل من الجزائر والنيجر. وعلى صعيد آخر، قال وزير خارجية النيجر، مالان بازو محمد، إنه ''لا وجود لتنظيم القاعدة، بل هو موجود بالجزائر، وفي جبال صخرية بمالي يعرفها الجميع، ينطلق منها لتنفيذ هجماته. نحن ننسق مع الجزائر ومالي وموريتانيا، وكل الدول المتضررة للقضاء عليه''. وأشار رئيس الدبلوماسية النيجري، في تصريح لإذاعة ''بي بي سي''، إلى ترقب بلاده لاجتماع الجزائر التنسيقي حول مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، وقال إن الاجتماع سيدرس ملف التهديدات التي يشكلها تنظيم القاعدة بالمنطقة. ووقّعت النيجر ونيجيريا على مذكرات تفاهم، منها ما تعلق بالجانب الأمني، وخصت محاصرة تنظيم بوكو حرام في نيجيريا والقاعدة في النيجر. وقال وزير خارجية النيجر إن الملف الأمني طغى على الاجتماع الذي جمع رئيسا البلدين في كادونا بنيجيريا. وأوضح أن ''المشكل الرئيس الذي ناقشناه كان الملف الأمني، في نيجيريا لهم مشكل مع تمرد تنظيم بوكو حرام، ونحن في النيجر نواجه تحدي تنظيم القاعدة، وقررنا إنشاء لجنة مشتركة، لأنه من الضروري القيام بعمليات مشتركة''.