ما حكم صلاة إنسان لم يصن لسانه وطعن في سيرة إمام وأذاه بلسانه وهو يُصلّي وراءه؟ صلاتُه صحيحة إذا استوفت شروطها وفرائضها، فإنّ الصّلاة لله لا يؤثّر فيها كره المأمومين لإمامهم، ولا كره الإمام للمأمومين. وقد صلّى أصحاب رسول الله وراء مَن يكرهون ولايته، كيزيد وبسر بن أرطاة والحجاج بن يوسف. ولكن بسط اللِّسان بالغيبة في الإمام أو في غيره من كبائر الإثم، فإنّه أكل لحمه، وقد نهى الله عن الغيبة إذ قال: {وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيِّتاً} الحجراتَ. وهذا إذا ذكره بما هو فيه ممّا يكره أن يقوله في غيابه، فإن ذكره بما ليس فيه، فهو بهتان، لأنّه فتراء عليه والله يقول: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون بآيَات اللهِ وأُولَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ} النحل .105 الشيخ أحمد حماني رحمه الله