توافق شهر رمضان هذه المرة مع موعد الإجازات الصيفية، الأمر الذي استغلته الجالية الجزائرية للسفر وقضاء أيامه ولياليه بين الأهل والأحباب، ولكن عائلات كثيرة تأنس بالشهر الكريم في الإمارات العربية المتحدة. ''الخبر'' اقتربت من بعض هذه العائلات، وأماطت اللثام عن الطقوس التي تتبعها الأسر الجزائرية في قضائها لشهر رمضان في أحضان الخليج العربي. عادت أمال من الجزائر قبيل أيام من الشهر الفضيل، وقد تزوّدت بكل ما جادت به خيرات الجزائر، من فريك ودفلة نور وزيت الزيتون وكسبر وزيتون أخضر وفلفل أحمر، وأحضرت معها الزلابية وجمّدتها في الثلاجة كي تأكلها هي وعائلتها أيام رمضان، رغم تغير شكلها وطعمها، ولكنها تعوّدت هي وعائلتها على هذه العادة مذ وطأت قدماها أرض الإمارات. تقول السيدة أمال: ''الإمارات تزخر بكل شيء، ولكننا نحب تذكر وطننا الأم بمحتوياته الرمضانية التي تشعرنا بالانتماء دوما للوطن الغالي، إذ أننا نطبخ أطباقنا الجزائرية، وبالتالي فلا بد من توافر مقوماتها الأساسية، كالفريك مثلا''. صفية وزوجها من تلمسان رويا ل''الخبر''، كيفية الاستعداد لاستقبال رمضان بالإمارات، حيث يبدآن بالتسوق من محلات تتنافس في عرض منتجاتها في أحلى حلة. وتصر الزوجة، رغم حملها، على غرار كل النساء الجزائريات على تنظيف البيت وتغيير الديكور، وتحضير طبق الحريرة الشهي، وكذا طبق الطاجين الحلو. أما الزوج خالد، فهمّه في هذا الشهر اغتنام فرصة قراءة وختم القرآن وحضور صلاة التراويح مع أبنائه، ترسيخا منه لهذه الشعائر الإيمانية في نفوس أولاده الذين تشبّعوا بثقافات المشرق والخليج. نفس الأجواء الرمضانية يعيشها كل من السيد صالح وزوجته، فتمسكهما بعادات منطقة سطيف جعلهما لا يستغنيان عن تجهيز الفريك مسبقا وإحضاره من الجزائر، ليزيّن مائدة إفطارهما. أما المسفوف، فتتكفل به والدة نورا التي ترسله لها كل سنة لتحضيره وقت السحور. تضحك نورا وهي تفتح ثلاجتها التي ملئت بشتى أنواع الطعام. أما بخصوص السهرات الرمضانية، فإن أغلب الجزائريين يجتمعون في بيوت بعضهم البعض لتناول أقداح الشاي وحلوى قلب اللوز و''الفريوش''، وغيرها من الحلويات، في حين يجتمع البعض الآخر في مقاه مغاربية.