عرف عنه أنه كان متمردا على قواعد النظام الماضي في الرياضة وقيادته للعديد من الحركات الاحتجاجية، في نظر الآخرين، مثلما عرف عنه أنه كان ماركسيا عندما كان طالبا في معهد الحقوق أو المعهد الرياضي. وتتمثل المفارقة الثانية في شخصية عمار ابراهمية، في ثراء رصيده من العقوبات التي سلطت عليه، وأيضا بالألقاب التي حازها. اشتهرت من خلال مرسلي لكن أفتخر بألقابي الشخصية بالنسبة لعمار ابراهمية، فإن الشهرة التي اكتسبها جاءت من خلال منصب المناجير الذي كان يشغله، حين كان العدّاء مرسلي في أوج عطائه. لكنه يقول إن ألقابه الخاصة لم تكن متواضعة، إلا أنها لم تكسبه شهرة كبيرة، قياسا بالفترة الزمنية التي نال فيها الألقاب، مذكرا أنه كان يحمل الرقمين القياسين الوطنيين في اختصاصي 800 متر و1500 متر، كما أنه كان بطلا لإفريقيا وحاملا أيضا للقب بطولة العالم العسكرية في سباق 800 متر في البرازيل، إلى جانب تتويجه بميداليتين (فضية وبرونزية) في الألعاب الإفريقية التي أقيمت بالجزائر. وفي مشواره كمسيّر، لم يخف ابراهمية أنه تعرّض لعقوبات من ثلاثة وزراء تعاقبوا على مبنى وزارة الشباب والرياضة، ويتعلق الأمر بحوحو ومنتوري ودرواز. ويقدر ابراهمية أن العقوبات أكسبته شعبية، كما أنه لم يحقد يوما على الوزراء الذي سلطوا عليه العقوبات، موضحا أنه كان دائما المبادر في الاستفسار عن أخبار هؤلاء، بعد تركهم مناصبهم في الوزارة. استرجعنا ميدالية بن فاسمية بقوة القانون ما يزال يتذكر ابراهمية حادثة التحايل التي راح ضحيتها الملاكم الجزائري محمد بن فاسمية، في المنازلة النهائية التي جمعته بمنافس إيطالي في الألعاب المتوسطية بمدينة باري الإيطالية. وقال ابراهمية، الذي كان وقتها رئيسا للوفد الجزائري، في هذا الخصوص إن الجميع لاحظ تحايلا للحكام في التنقيط، موضحا أن الحكام أرادوا إرضاء الإيطاليين بمنحهم الفوز للملاكم الإيطالي، في حين كان التفوق واضحا لبن فاسمية، بحسب ابراهمية، الذي يضيف أنه طعن في قرار الفوز الذي ناله الإيطالي، وقال إن الجميع اعتقد أنه لا مجال للطعن بعدما تم ترسيم النتيجة ومنح الميدالية للإيطالي، وأوضح أنه أصر على الطعن، الذي دفع الإيطاليين وأعضاء الاتحادية الدولية إلى إعادة مشاهدة المنازلة، وتحقق لهؤلاء بعدها أن بن فاسمية كان ضحية خداع، وقد تم استعادة الميدالية الذهبية وسط خيبة الملاكم الإيطالي وحرج شعر به المسؤولون الإيطاليون كثيرا، على حد وصفه. محطتان هامتان في مشواري رغم برودة العلاقة بينه وبين مرسلي، بسبب الطلاق بينهما، إلا أن ابراهمية يقدر أن أحلى محطات مشواره عاشها مع البطل الأولمبي. وبحسبه، فإن اللقب العالمي الذي ناله مرسلي في بطولة العالم التي أقيمت بطوكيو (1991) كانت أفضل المحطات، إلى جانب محطة الرقم القياسي العالمي الذي حطمه مرسلي في مدينة ريتي الإيطالية عام 1992 مسجلا وقتا قدره 3 د و28 ث، وكان أول الأرقام القياسية التي حطمها مرسلي في مشواره، وكان هذا الرقم له مذاق خاص بالنسبة له، لأنه انتزع من المغربي سعيد عويطة. هدّدنا الاتحادية الدولية وعلاقتي مع مرسلي ودية قال ابراهمية إن ما حدث له مع مرسلي أمر طبيعي، حين قرّر شقيق نور الدين التخلي عن خدماته ليأخذ الأخ الأكبر عبد الرحمن مكانه، رافضا الربط بين الطلاق الذي حدث بينه وبين مرسلي والتراجع غير المتوقع لنتائج البطل الأولمبي في المحافل الدولية، حين خطف العداء المغربي هشام الفروج كل أرقام مرسلي، موضحا أن هذا الأخير لم يقل يوما إنه هو من تسبّب في تراجع نتائجه. ولا يزال ابراهمية يتذكر أنه هدّد الاتحادية الدولية بمقاطعة بطولة العالم التي أقيمت بمدينة شتوتغارت الألمانية عام 1993 ما لم يحصل مرسلي على مستحقات مالية تعادل ما يتلقاه النجوم الآخرون، وقال ابراهمية، إن الاتحادية الدولية كانت تكيل بمكيالين مع العدائين، مما دفعه إلى الاحتجاج ضدها، موضحا أنه كان يعلم أن الاتحادية الدولية كانت سترضخ لشرطه، لأن مرسلي كان نجما لا يقل عن العدائين الأمريكيين والأوروبيين. وبالفعل، فإن مرسلي لم يخيّبه، مثلما قال، وكان سباقه في 1500 متر الأفضل في البطولة العالمية التي أضاف فيها مرسلي لقبا عالميا إلى رصيده.