يوقّع العداء العالمي نور الدين مرسلي عودته إلى واجهة الحدث الوطني، بصدور مذكراته ''الأسطورة مرسلي: هكذا بدأت وهكذا انتصرت'' كتبت بقلم الصحفي حسان عياش، وهي معروضة حاليا في الصالون الدولي للكتاب، بجناح المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار. يصف البطل العالمي مرسلي قرار نشر صفحات من حياته الرياضية في كتاب موجه للجمهور بالقول: ''هي فكرة ظلت تراودني منذ اعتزالي المضمار في 2000، قرأت عديد المذكرات لرياضيين نجوم كنت أعرفهم خاصة سعيد عويطة، لأن مسارينا يتشابهان سواء في الظروف الاجتماعية أو في الألقاب''. سبق لعويطة أن تنبأ لمرسلي سنة 1990 في تربص بالمكسيك بأن يكون بطلا عالميا. العودة الورقية لمرسلي يبررها صاحبها قائلا: ''حان الأوان أن تجدد الأجيال الصاعدة علاقتها برموزها الرياضية على غرار حسيبة بولمرقة ورابح ماجر وغيرهم.. أريد أن يعرف جيل اليوم من هو مرسلي العداء والإنسان، كيف بلغ منصات الشرف، وما هي الصعوبات التي تحمّلها ليبلغ مضامير عالمية في وقت عصيب من تاريخ الجزائر''. وعن الدواعي المباشرة المجسدة لمشروعه يردف: ''في 2005 التقيت بعز الدين ميهوبي وشجعني على تحقيق الخطوة، طبعا لم يكن ممكنا له أن يشاركني الكتابة آنذاك بحكم منصبه الوزاري، لكنه وجهني إلى الصحفي عياش سنوسي''. يضم الكتاب 200 صفحة، طبع منه 3000 نسخة ستوزعها مؤسسة النشر والإشهار في أرجاء الوطن. ويحتوي على مجموعة نادرة من الصور والوثائق والمراسلات التي تبادلها الرياضي مع شخصيات وطنية وأجنبية، حيث سيسرد مرسلي مكالماته مع الرئيس السابق الشاذلي بن جديد في 1989، بعد فوز طوكيو، وكذا مكالمة اليمين زروال فور إصابته سنة .1996 وسيوقع نور الدين مرسلي كتابه بجناح ''أناب'' يومي الجمعة والسبت 28 29 أكتوبر الجاري، كتب باللغة العربية هذه المرة، في انتظار ترجمته لاحقا إلى الفرنسية، وكذا تحويله إلى فيلم وثائقي لم يفصل بعد العداء العالمي في الجهة التي ستتكفل بتصوير مسيرته الحافلة. عودة إلى أفراح وأحزان أهم المواعيد الرياضية يعود أمير المسافات نصف الطويلة إلى ذكريات التسعينيات، ويستعرض في مذكراته أهم المحطّات المؤثرة، بكثير من التفصيل ليشرح طريقة التألق وأسباب الإخفاق. ومن أولى ألقابه العالمية، يسرد ''غزال الجزائر'' أدق التفاصيل عن أولمبياد برشلونة سنة 1992،حين شارك متأثرا بإصابة وما حدث مع الثلاثي الكيني في السباق النهائي وكيفية منعه من التتويج بالذهب لفائدة الإسباني كاتشو. ويصل بالقرّاء إلى أولمبياد أطلنطا سنة 1996، حين حقق حلمه وحلم كل الجزائريين بالصعود فوق منصة التتويج وإعلاء راية الجزائر. ويتوقّف عند ''الحدث التاريخي'' سقوط المغربي هشام القروج، الذي حمل المشعل بعده في هذا الاختصاص ''بعدما كنت خليفة المغربي سعيد عويطة في التسعينيات'' يقول نور الدين مرسلي. واحتفظ مرسلي بذاكرته الرياضية، واعترف ضمنيا بأن سيطرته على السباقات نصف الطويلة لم يكن يخدم الجانب التجاري للمنافسة ''حيث إن الاتحادية الدولية لألعاب القوى والممولين، يحبّذون تواجد أكثر من رياضي متألق في اختصاص واحد، لضمان روح المنافسة، ومن ثمة جانب الإثارة خلال التجمعات''. ويذكر مرسلي محاولة الإعلام الأجنبي ''تضخيم'' البورندي صاحب الجنسية الفرنسية نيونقابو، ومحاولة جعله منافسا عنيدا له ''قبل أن ينسحب نيونقابو من سباقات ال1500 متر سنة .''1996 هذه قصتي مع براهمية والأبطال يتحدث نور الدين مرسلي في مذكراته عن النجوم الرياضيين الجزائريين وغير الجزائريين في عهده وقبل سنوات تألقه، ويعترف بأنه ربط علاقات صداقة مع العديد منهم على غرار سعيد عويطة وهشام القروج. كما تحدث أيضا عن حسيبة بولمرقة وياسمين عزيزي وعز الدين براهمي، وخاصة عن عمّار براهمية، يقول مرسلي ''أحتفظ بذكريات رائعة مع عمّار، وبقينا أصدقاء رغم انفصالنا مهنيا، حيث فضّلت تغيير المشرف لأتطلّع إلى آفاق جديدة، وكان ذلك في نظري خيارا مشروعا، ولم تتأثر علاقتنا بسبب ذلك. ورأيت أن العمل مع شقيقي عبد الرحمان، الذي ساعدني في مشواري، يجعلني أشعر براحة أكثر''. وقال مرسلي بأن مشواره الحافل بالألقاب لم يكن محفوفا بالورود، بل كان مشوارا شاقا لابتعاده عن العائلة من جهة ومواجهته في كل مرة بطلا عالميا كبيرا، ما جعله أمام رهانات متكررة، على غرار سعيد عويطة وهشام القروج من المغرب وعبدي بيل من الصومال. وحرص النجم الجزائري على تقديم رسالة لكل الشبان حتى يواظبوا على العمل من أجل إثبات الذات وكسب الرهانات وتشريف الجزائر.