تكشف عملية اغتيال مجاهد في المسيلة وشرطيين في برج بوعريريج في الساعات القليلة الماضية، وقبلها تنفيذ تفجيرات بقنابل في البويرة، عزم تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' على نقل نشاطه مؤقتا خارج معاقله التقليدية في ولايات القبائل الصغرى، إثر ردة فعل سريعة من قوات الأمن على تصعيد خطير ضرب تيزي وزو. بالتوازي مع عودة التنظيم لاعتماد العمل الانتحاري أسلوبا لزعزعة الاستقرار في الداخل وتكذيب الخطاب الرسمي القائل بأن الإرهاب في تراجع، تميز نشاط القاعدة منذ حوالي أسبوع، بنقل عملياتها إلى مناطق خارج معاقلها التقليدية كانت حتى وقت قريب مستقرة وهادئة. فقد نفّذ التنظيم الإرهابي عمليتين لافتتين في المسيلةوبرج بوعريريج، كانتا مؤشرا على أن شيئا جديدا يجري التحضير له كنوع من الانسحاب التكتيكي، وأيضا حتى يترك الانطباع أنه واسع الانتشار وقادر على التهديد. وجاءت عمليتا المسيلة والبرج متتابعتين، حيث اغتالت مجموعة إرهابية مجاهدا في عين الريش في أقصى جنوب ولاية المسيلة، بعدما باغتته المجموعة الإرهابية المتكونة من ثلاثة أفراد بعد عودته من آداء صلاة التراويح، ونفس الشيء بالنسبة للشرطيين اللذين باغتتهما الجماعة الإرهابية عندما كانا بصدد تنظيم حركة المرور بعد صلاة التراويح. وأهم ما يلفت في تكتيك التنظيم في الأيام الأخيرة، العمل على تنشيط محور الأخضرية بالبويرة الذي ''حرر'' من قبل قوات الجيش في السنوات الأخيرة، وأفيد أن قائد القطاع العملياتي للبويرة تنقل في الساعات الماضية إلى الأخضرية لمعاينة عمل وحدات الجيش بعد تسجيل عودة النشاط الإرهابي بعد فترة هدوء دامت عدة سنوات، خصوصا من خلال زرع قنابل بالطريق الوطني رقم 5 وكذا استهداف الثكنة العسكرية بأولاد بلفوضيل. غير بعيد عن نفس المحور لوحظ نشاط لمسلحين بعد اقتحام المؤسسة الاستشفائية بوسط مدينة سور الغزلان، جنوب البويرة، وسرقة مركبة للمؤسسة وكمية معتبرة من الأدوية. غير أن ما يدفع للاعتقاد أن القاعدة تعمل على إخراج نشاطها حول معاقلها التقليدية، هو ردة فعل قوات الجيش والشرطة على عمليات سريعة ونوعية نفذتها في تيزي وزو أساسا، كما أن صورة سكان معاتقة الذين اشتبكوا بالسلاح مع خاطفين لأحد أبناء قريتهم، تعتبر تحولا لافتا في تعاطي السكان مع عناصر التنظيم، حيث تطور رفض ظاهرة الاختطاف من مجرد تنديد فردي ثم جماعي بين أهالي القرى ووصل لحد تبادل إطلاق النار، ما يدعو التنظيم إلى التواري ربما وهو الباحث عن سند شعبي. وتظهر ردة فعل مصالح الأمن في عملية القضاء على إرهابيين اثنين في معاتقة يعتقد أنهما من الخاطفين، واسترجعت قطعتي سلاح كانت بحوزتهما. وقال محققون إن أحد القتيلين يتقلد منصبا هاما في سلم التنظيم الإرهابي، كما يترجم الحضور الأمني بعد ما سمي ب''التراخي'' خلال الأيام الماضية، في عمليات متفرقة عبر محور تيزي وزو، بومرداس، حيث قتلت قوات الأمن، أول أمس، بضواحي بلدية عمال ببومرداس ثلاثة إرهابيين واسترجعت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم إثر كمين نصبته لهم بمنطقة ''بوعيدل'' بضواحي بلدية عمال، استنادا إلى معلومات تفيد بوجود نشاط مشبوه لهذه المجموعة الإرهابية بالمنطقة المذكورة. كما تمكنت قوات الأمن المشتركة ما بين ليلة الأحد إلى الإثنين، من القضاء على إرهابيين اثنين على مستوى منطقة تيجلابين إثر عملية تمشيط كانت تقوم بها قوات الأمن المشتركة للمنطقة.