أكد السفير الأسبق السيد عبد العزيز رحابي أنه ''لا يعتبر أن الدبلوماسية الجزائرية فشلت لأنها دبلوماسية بقيت مقيدة في يد الرئيس ولا تملك إعلاما لا داخليا ولا خارجيا يساعدها''، مشيرا إلى أن ''غموض الموقف الجزائري جعل، ولأول مرة، الشعب الجزائري يتشتت ولا يتفق حول السياسة الخارجية لبلده''. وأوضح عبد العزيز رحابي، في تصريح خص به ''الخبر''، أن ''عدم اتخاذ موقف واضح مما حدث في ليبيا وسكوت السلطات الجزائرية جعل الشعب الجزائري يتأرجح وهو يشاهد القنوات الأجنبية الموالية والمعارضة للقذافي، ما شتت ولأول مرة منذ الاستقلال موقف الشعب الجزائري في قضية متعلقة بالسياسة الخارجية''، مؤكدا أن الإجماع تصنعه الدولة حول المصالح العليا للبلاد. وفي سياق شرحه للموقف الجزائري من الأزمة في ليبيا، أوضح رحابي أن ''المشكل ليس في الدبلوماسيين الجزائريين ولكن في كيفية تسيير رئيس الجمهورية للسياسة الخارجية''، حيث شدد على ضرورة أن يمنح الرئيس استقلالية أكبر للدبلوماسية مع منحها التعليمات وتسطير الخطوط العريضة، على أساس أن رسم السياسة الخارجية من صلاحيته ولكن لابد أن تكون له رؤية واضحة، بالإضافة إلى هذا يتساءل رحابي ''من ترك الدبلوماسية تتحرك؟''، مشددا على أنه ''من الصعب أن نطلب من الدبلوماسية أن تكون جيدة وهي مكبلة ولا تملك حتى إعلاما خارجيا ولا داخليا قويا يمكنه أن يساعدها في مهمتها''. ورفض رحابي أن ''يتم دائما إلصاق التهمة بالدبلوماسية في حال الفشل ومنح الثناء للرئيس في حال النجاح''. وفي حديثه عن موقف الجزائر من ليبيا، أوضح السفير رحابي أن ''الجزائر كان لابد أن تلعب دورا رائدا في المنطقة وفي الأزمة''، حيث أكد أنه كان لابد من فتح باب اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي لتقوية موقعها وموقفها ولعب دور الوساطة في ذلك الوقت، والآن من أجل الحفاظ على مصالحها. وأكد رحابي أن ''أسباب الانغلاق على المجلس الانتقالي الليبي لا يعرفها أي أحد بمن في ذلك الدبلوماسيون الجزائريون''. وسجل المتحدث أن ''المسؤولين في الجزائر مازالوا يعيشون في مرحلة الحرب الباردة ولم يصلوا بعد إلى براغماتية العلاقات الدولية التي أصبحت الآن الميزة الأساسية في العلاقات بين الدول''، مؤكدا أنه يجب على المسؤولين التفكير في مصلحة البلاد بعيدا عن العواطف والمبادئ. حيث أكد أيضا أن ''المبادئ لابد أن تكون في خدمة مصالح البلاد، والمسؤولون لابد أن يفهموا أن المبادئ التي لا تحقق مصلحة البلد لا يمكن الحفاظ عليها، حيث يجب أن تتوافق المبادئ مع مصلحة البلد وإلا فإنها لن تكون مبادئ صالحة''. وأشار رحابي أنه ''بعد سنة أو سنتين من الآن عندما تستقر الأوضاع في ليبيا سيجد كل بلد مصلحته، فالدول الأوروبية ستشارك في إعادة إعمار ليبيا وستحصل على مخزون من الغاز يمكنه أن يجعل الجزائر في الصف الثاني مع الدول الأوروبية والدول المجاورة الأخرى ستجد ضالتها كذلك بإرسال جاليتها للعمل، أما الجزائر فستضيف إلى قائمتها عدوا جديدا في الحدود''، على حد تعبيره.