خرج المئات من المواطنين عبر قرى ومدن تقع بولايات جيجل، سطيف، تيبازة وخنشلة، أمس، للمطالبة بالتكفل بمشاكلهم اليومية، حيث قاموا بواسطة المتاريس والعجلات المحترقة بغلق طرق وطنية، للفت انتباه المسؤولين، وقد بلغ الأمر بالمحتجين حد محاصرة مقر الدرك الوطني بالرميلة في ولاية خنشلة تضامنا مع أحد المواطنين. شهدت ولاية جيجل، أمس، حركتين احتجاجيتين منفصلتين، حيث أقدم سكان مشتة قرايو ببلدية أولاد رابح على قطع الطريق الوطني الرابط بين جيجل وقسنطينة أمام حركة المرور، موازاة مع لجوء سكان مشتة بني ميمون ببلدية أولاد يحيى إلى غلق مقر البلدية. وقد نزل العشرات من سكان قرايو، منذ السحور، إلى الطريق الوطني 27 على مستوى منطقة الموزينة بالمخرج الجنوبي لبلدية سيدي معروف، وقاموا بقطعه أمام حركة المرور باستخدام المتاريس والحجارة والعجلات المطاطية المشتعلة، ما أدى إلى توقف الحركة به، وأجبر بعض المواطنين وأصحاب السيارات على استعمال مسالك جبلية لتفادي البقاء في الانتظار. وعبر المحتجون عن تذمرهم من العزلة الخانقة التي يعيشونها، جراء عدم صلاحية الطريق الذي يستعملونه يوميا في تنقلاتهم نحو مركز البلدية، إضافة افتقار المشتة للكثير من الضروريات، حيث طالبوا بالإسراع في فتح قاعة العلاج التي ظلت مغلقة منذ سنوات. بالموازاة مع ذلك تدفق سكان مشتة بني ميمون ببلدية أولاد يحيى على مقر البلدية، وقاموا بغلقه أمام الموظفين والمواطنين، في سياق احتجاجاتهم المتكررة للمطالبة بالإسراع في فك العزلة عنهم، وتأهيل الطريق المؤدي إلى المنطقة، والذي أصبح، على حد تعبيرهم، غير صالح للسير في العديد من المحاور. وفي سطيف وجد سكان قرية رأس الفيض التابعة لبلدية حربيل، شمالي ولاية سطيف، أنفسهم في مواجهة حريق مهول شب منتصف نهار الجمعة الماضية مخلفا خسائر مادية معتبرة وحالة هلع، ما جعل المتضررين يقودون حركة احتجاجية تواصلت لغاية أمس. الحريق كان قد وقع، حسب تأكيدات المواطنين، ظهيرة الجمعة الماضية، حيث شب بأحراش المنطقة وامتد ليأتي على ممتلكات زراعية لسكان المنطقة تتمثل في حوالي 200 شجرة تين وحوالي 500 شجرة زيتون و20 هكتارا من الحشائش، وحوالي 70 من صناديق النحل، على حد تأكيدات أحدهم، لتأخذ ألسنة اللهب طريقها نحو منازل المواطنين، ما خلف حالة من الذعر والهلع الشديدين في أوساط السكان. وقد دفع هول الحريق وبقاء المواطنين بمفردهم لمدة من الزمن والخسائر الكبيرة، الضحايا لشن حركة احتجاجية من خلال قطع الطريق الوطني رقم ,76 في محوره الرابط بين منطقتي حمام فرفور وفنزات. وقد طالب هؤلاء بضرورة تعويض الخسائر المادية الكبيرة التي خلفها الحريق، فيما طالب آخرون بحل مشاكل قديمة تتمثل في عدد من المطالب الاجتماعية العالقة منذ حوالي 10 سنوات، كمشاكل الماء، قنوات الصرف الصحي، قاعة علاج وغيرها من النقائص التي كانت سنوات الدم والدمار سببا رئيسيا في عدم توفرها بحكم أن المنطقة كانت تعج بالدمويين، ورغم ذلك فضل سكان المنطقة البقاء والمقاومة. وفي تيبازة سارع سكان حي بن سعود ببلدية عين تفورايت، أمس، إلى قطع الطريق الوطني رقم 11 احتجاجا على أزمة مياه الشرب التي استمرت بالحي لمدة شهر كامل دون أن يتدخل المسؤولون لحلها، مطالبين بتدخل الوالي لإبلاغه انشغالاتهم. سكان حي بن سعود المعروف ب''بوسيجور'' الواقع بالمخرج الغربي لبلدية عين تفورايت خرجوا، صبيحة أمس، وللمرة الثانية، إلى الطريق الوطني رقم 11 وقاموا بغلقه باستخدام الدلاء وأواني جلب المياه، احتجاجا على عدم وصول الماء لحنفياتهم لمدة شهر كامل، ما حملهم على التزود بهذه المادة عن طريق شراء الصهاريج بمبلغ 2000 دينار للصهريج الواحد. وكان السكان قد أمهلوا السلطات مدة يومين أو ثلاثة للتكفل بانشغالاتهم، بعد الوعود التي تلقوها عند خروجهم للشارع منذ أربعة أيام ''غير أن عدم وفاء المسؤولين بوعودهم دفعنا للاحتجاج مرة أخرى في انتظار تدخل الوالي''. و في خنشلة حاصر شباب وأطفال بلدية الرميلة، أمس الأول، مقر فرقة الدرك الوطني، بسبب عدم التكفل بشكوى قدمها مواطن، ولم يترددوا في رشقه بالحجارة، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب. وأفاد مصدر مؤكد أن مواطنا قدم شكوى بسبب الصخب الذي خلفه محل بيع أقراص الغناء، لكن الشكوى لم تؤخذ بعين الاعتبار، الأمر الذي جعله يتنقل إلى مقر فرقة الدرك الوطني للاستفسار عن مصير شكواه التي يبدو، حسب المواطن، أنها لم تؤخذ بعين الاعتبار، ما جعله يصرخ طالبا الإنصاف، وبعد سماع الشباب أن جارهم يوجد داخل مقر الفرقة قاموا بالتجمع أمامه، ثم تحول التجمع إلى رشق المقر بالحجارة، ومحاصرته بالعجلات المطاطية، وكادت الأمور تتحول إلى ما لا يحمد عقباه بعد الاستنجاد بفرقة التدخل السريع من عاصمة الولاية، حيث تم تفريق المواطنين بعد اعتذارات قيادة الدرك الولائية، وتم تقديم وعد بفتح تحقيق في الحادثة ومعاقبة المتسببين فيها.