أعلن القائد العسكري لطرابلس، عبد الحكيم بلحاج، عن تحديد مكان تواجد القذافي، في حين تقول الأنباء الواردة من ليبيا إن منطقة بني وليد ستكون الهدف الأبرز لدى قوات المجلس الانتقالي لإسقاطها قبل سرت، في محاولة لتخويف سكان سرت التي تعد أكبر معقل للعقيد القذافي المختفي عن الأنظار منذ سقوط العاصمة طرابلس. بثت محطات التلفزيون صورا لما قالت إنه عربات مسلحة تتجه شيئا فشيئا لبني وليد لتحريرها، وسط غموض حول حقيقة المهلة التي منحتها قوات المجلس الانتقالي لسكان بني وليد وسرت وسبها والجفرة قصد تسليم هذه المدن دون إراقة الدماء، خصوصا وأن سيف الإسلام القذافي تحدث في آخر تسجيل له عن وجود 20 ألف مقاتل بسرت جاهزين للمعركة. ويجري الحديث عن وجود الساعدي القذافي ببني وليد ولهذا تريثت قوات المجلس في اقتحام المدينة. وكان قادة عسكريون من المجلس الانتقالي قالوا هذا الأسبوع إنهم يعتقدون أن القذافي نفسه لجأ إلى بني وليد. وفي سياق متصل، أفادت قناة ''العربية'' أن مقاتلي المعارضة اعتقلوا اللواء فرج أبو غالية، نائب رئيس المخابرات الليبية في الزاوية، فيما أكد وزير الداخلية الليبي الجديد أحمد الضراط أنه سيتم ضم نحو ثلاثة آلاف مقاتل من المعارضة في طرابلس إلى صفوف وزارة الداخلية. وأضاف المتحدث أن ''هناك خطة من ثلاث نقاط لجمع الأسلحة المنتشرة بين الجماعات المسلحة والثوار تمتد حوالي 6 أشهر''. وفي مصراتة التي شهدت أعنف المواجهات العسكرية بين قوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي، فقد عادت الحياة تدريجيا إلى المدينة، وفتحت المحلات أبوابها ووصل الماء إلى الحنفيات وعادت الكهرباء لبيوت الناس. دبلوماسيا، دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أمس، لإشراك أعضاء الحكومة الليبية السابقة في عملية المصالحة. ونقلت وكالة انترفاكس عن لافروف قوله ''هذه القوى السياسية والعشائرية والقبلية التي مثلت قادة سابقين في الحكومة الليبية يجب أن تكون جزءا من عملية المصالحة الوطنية بدون شروط''. أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، فقد دعا المجتمع الدولي والنظام الجديد في ليبيا إلى عدم تدمير كل بنية أجهزة الدولة كي لا يتم في ليبيا ارتكاب ''الخطأ الفادح'' نفسه الذي وقع في العراق. وقال الوزير الإيطالي ''إذا عمل شخص ما لحساب النظام ويداه غير ملطختين بالدم، فلماذا تدمير كل البنية، كل الجهاز الليبي كما فعلنا في العراق فارتكبنا خطأ فادحا؟ ينبغي ألا نكرر، ألا نضاعف هذا الخطأ''. وفي مؤشر مهم، عادت وزارة النفط الليبية إلى العمل بعد أسابيع من التوقف أثناء المواجهات المسلحة في طرابلس وفترة عطلة عيد الفطر. وتتوقع الوزارة عودة الإنتاج في الحقول الليبية خلال خمسة عشر شهرا إلى مستويات الإنتاج قبل الثورة، التي بلغت 6 ,1 مليون برميل يوميا.