وسط غموض كبير حول مكان تواجد العقيد القذافي الذي خرج، أمس، من خلال كلمة صوتية جديدة بثتها قناة ''الرأي''، دعا من خلالها أنصاره للمقاومة وعدم الاستسلام، تشتتت عائلته في كل حدب وصوب. بينما بقي مع القذافي نجله سيف الإسلام معلنا ولاءه التام له إلى جانب خميس الذي لا يعرف مصيره الحقيقي بين الموت والحياة، نقلت قناة ''العربية'' عن نجله الساعدي استعداده لتسليم نفسه للمعارضة إذا كان ذلك يسهم في حل الأزمة. ويحدث هذا في وقت وصل ثلاثة من أبنائه، هم محمد وحنبعل وعائشة وأمهم، إلى الجزائر. وفي التفاصيل، قال عبد المجيد مليقطة، منسق غرفة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة بالعاصمة طرابلس لوكالة رويترز، أمس، إنه يعتقد أن القذافي موجود في بلدة بني وليد الصحراوية الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من طرابلس. وأضاف المتحدث أن شخصا موضع ثقة قال إن ''القذافي ذهب إلى هناك ومعه ابنه سيف الإسلام ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، بعد ثلاثة أيام من سقوط طرابلس الأسبوع الماضي''. وبخصوص مدير المخابرات عبد الله السنوسي وخميس القذافي، فما يزال الغموض يلف أيضا مصيرهما بعد نفي حلف الناتو علمه بخبر مقتلهما على أيدي المعارضة المسلحة التي أعلنت، منذ ثلاثة أيام، مقتلهما ودفنهما قرب العاصمة. في هذه الأثناء، خرج سيف الإسلام القذافي، في تسجيل صوتي على قناة ''الرأي'' ومقرها سوريا، داعيا أنصار والده للمقاومة ولمواصلة القتال ''حتى النصر''. وقال إن والده بخير، مؤكدا بقوله: ''بالنسبة للتهديدات نقول لهم تفضلوا هذه مدينة سرت، إن كنتم تعتبرون دخولها نزهة بحرية، سرت فيها أكثر من 20 ألف شاب مسلح وهم جاهزون''. في حين قال شقيقه الساعدي إنه مستعد للتعامل مع المعارضة ''باعتبارهم إخوة''، وأعرب عن استعداده لتسليم نفسه إذا كان ذلك سيحقن دماء الليبيين. واستثمارا في هذه الأزمة في بيت القذافي، أعلن المسؤول العسكري للمعارضة في طرابلس، عبد الحكيم بلحاج، أنه ''تواصل هاتفيا مع الساعدي القذافي، وأعطاه الأمان في حال سلم نفسه وانضم للمعارضة''. من جهتها، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، أمس الخميس، عن مسؤول رفيع بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي قوله إنه تم إمهال شيوخ القبائل في سرت، مسقط رأس الزعيم القذافي، أسبوعا إضافيا لترتيب تسليم المدينة سلميا. ميدانيا، تحدثت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية عما وصفته بالسلوك العنصري للمعارضة الليبية باستهدافهم السود في البلاد بدعوى أنهم من المرتزقة الذين جندهم القذافي، وأعربت عن دهشتها من قيام المعارضة بممارسة التمييز في اللحظة التي ينادون فيها بالديمقراطية. وعلى الصعيد الدولي، أقلعت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، أول أمس، إلى ليبيا وهي تنقل مبلغ 212 مليون دولار (280 مليون دينار ليبي) بعد أن سمح مجلس الأمن الدولي للندن بالإفراج عن 6,1 مليار دولار من الودائع الليبية المجمدة في بريطانيا (86,1 مليار دينار ليبي). في حين اعترفت روسيا، أمس، بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل شرعي للشعب الليبي بعد أشهر من الرفض.