طالب سعد عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، السلطة، بتبني إصلاحات عميقة وشاملة وجدية، تتماشى مع رهانات الوضع المحلي والعربي، وحذر من إصلاحات يفرضها الشارع ويصعب التكهن بنتائجها. بينما ثمن الموقف الإنساني للجزائر باستضافتها أبناء معمر القذافي. قال جاب الله، في ندوة صحفية عقدها أمس، بالعاصمة، إنه يرغب في أن تكون الإصلاحات السياسية ''بإرادة سيادية '' وسلمية، وتنتهي إلى العمق والشمولية اللذان يتطلبهما علاج المرحلة. وأكد رئيس ''جبهة العدالة والتنمية'' قيد التأسيس، أنه التقى وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، الأحد الماضي، لما أودع ملف اعتماد تشكيلته السياسية الجديدة، وتبادلا حديثا حول الإصلاحات السياسية والقضية الليبية، فأوضح بأنه أبلغ مسؤول الداخلية نظرة جبهة العدالة ''فيما ينبغي أن تكون عليه الإصلاحات من شمولية وعمق، تكرس فعلا الديمقراطية والحريات، وتجسد معاني المواطنة الحقة التي ''غيبت خلال الانتقال إلى التعددية عام ,89 حين تكرست ثقافة الطمع وترويض الأحزاب وشراء الذمم''. وشكك جاب الله في نجاح الإصلاحات ''إذا تولاها أناس يحملون تفكيرا أحاديا''، وجدد انتقاده لهيئة المشاورات التي أشرف عليها عبد القادر بن صالح، قائلا: ''ما قامت به ليس عملا جيدا تقره الدولة الحديثة، وليس هو المنهج المفيد في إشراك الفعاليات السياسية والمدنية، في القيام بإصلاحات حقيقية وعميقة، لأن فعل الاستشارة غير ملزم، أما الفعل الجاد فهو الشورى الملزمة، لأن الأمر يتعلق بقضايا مصيرية''. ورهن جاب الله أمن الجزائر واستقرارها ''بإصلاحات جادة، تقي شر مخاطر الخارج، وتكرس التداول على السلطة بانتخابات حرة ونزيهة''، مشيرا إلى أنه أبلغ ولد قابلية بموقفه من الإصلاحات. وقال خلال الندوة: ''دعونا إلى الالتفات الحسن لما يجري في ليبيا''. وردا عن سؤال بشأن ما سمعه من وزير الداخلية، تحفظ جاب الله عن تقديم التفاصيل، مكتفيا بالتأكيد ''هناك وعد فيما يتعلق بالإصلاحات، والأمر لا يعود للداخلية وحدها، وإنما للحكومة ككل والبرلمان، وسنعبر عن موقفنا في الوقت المناسب''. أما فيما يتعلق بملف الاعتماد، فأكد الرئيس السابق لحركة الإصلاح، '' هناك تعليمة مخالفة للقانون، وقد اعتذروا لنا لأن هناك تقليد عدم تقديم الوصل''، وأكد ''نحن لن نعجز عن تلبية أي شرط مهما كبر''، أي أنه لا يترك أي ثغرة تبرر بها الداخلية رفض الاعتماد، وإن أبان عن ارتياح في التعامل مع الوزير الحالي، مقارنة مع سابقه يزيد زرهوني. وقال رئيس الجبهة إن الإصلاح يتطلب شرطين: ''رجالا أكفاء، والرؤية الإصلاحية''، ومؤكدا أن تشكيلته الجديدة ''تحوز فعلا عليهما''. وتحدث جاب الله عن القضية الليبية، داعيا الحكومة إلى مد جسور التواصل مع المجلس الانتقالي الليبي، لكنه، بالمقابل، ثمن استضافة الجزائر، أبناء القذافي لأسباب إنسانية، كما أشاد بمشاركة الجزائر في ندوة أصدقاء ليبيا بباريس، كونه قرار لطف الأجواء مع السلطة الجديدة في ليبيا، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي ترسلها إلى هناك. وشدد المتحدث على أن يكون للجزائر، كدولة جارة وكبرى في المنطقة، دور في ''التقليل من النفوذ الفرنسي والناتوي في بلد قال إنه سوف لن يتخلص من أزمته في المدى المتوسط. بينما دعا المجلس الانتقالي إلى ''التثقف في علاج الأزمة، بدلا من اتباع سياسة الكل أمني''، كما نصحه ''باتباع منطق التسامح والمصالحة''.