أعلن الشيخ عبد الله جاب الله عن تأسيس ''جبهة العدالة والتنمية''، التي تتبنى خط ''معارضة راشدة قوية ضد سياسات وليس ضد شخص أو مؤسسة أو جمعية أو منظمة''. ولمح جاب الله إلى رفض الحزب قيد التأسيس مسبقا دعوات العنف المرتبطة بالتيارات الإسلامية: ''من الظلم وصف التيار الإسلامي بتلك الأوصاف، لأن الحركة الإسلامية لم تقر ذلك ولن تقره مهما عظم الظلم عليها''. أخرج أنصار الشيخ عبد الله جاب الله، أمس، حشدا كبيرا من المتعاطفين قارب عددهم الألفين، في تجمع هو الأول له منذ خروجه من حركة الإصلاح الوطني، فعمدوا إلى مرافقته إلى قاعة التجمع في ''ثوب الزعيم السياسي''، حيث رفع الستار عن التسمية التي اختارها لحزبه الجديد ''جبهة العدالة والتنمية''، قال عنه جاب الله: ''حركة سياسية إصلاحية شاملة تعنى بالشأن السياسي لأنه شأن عام''. وحمل خطاب عبد الله جاب الله، أمام أنصاره في قاعة تعاضدية عمال البناء بزرالدة، إشارات كثيرة لطمأنة السلطة بأن الحركة الجديدة: ''ليست معارضة لأشخاص أو مؤسسة وإنما معارضة لممارسات وسلوكيات وتصرفات''. كما حاول مؤسس النهضة والإصلاح على التوالي، رفع اللبس عن أنباء رددت وجود أسماء معروفة سابقا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، فأوضح قائلا: ''من يظن هذا التيار (الإسلامي) عدوا للوطن والأمة فهو مخطئ، صحيح صدرت وتصدر ممارسات وسلوكيات خاطئة عن بعض المحسوبين على هذا التيار، لكن الإسلام منها براء''. وأضاف يقول: ''ومن الظلم وصف التيار الإسلامي بتلك الأوصاف، لأن الحركة الإسلامية الحقيقية لم تقر تلك الممارسات ولن تقرها مهما عظم الظلم عليها''. أكثر من ذلك، فجاب الله قال صراحة: ''نحن لا نشكل خطرا لا على فرد ولا على مؤسسة ولا على حزب أو جمعية أو منظمة، فلا نعادي أحدا، ومن أخطأ في حقنا فشعارنا عفا الله عما سلف''. وانتقد جاب الله السلطة لتضييقها على المعارضة بدل تشجيعها ''لأنا نحارب الممارسات التي فيها خطر على الدين والأمة''. وقدر رئيس ''جبهة العدالة والتنمية'' أن الساحة السياسية الجزائرية بحاجة ماسة ل''بدائل لأن الأحزاب تتمايز بالخط السياسي، كما أن الساحة تشهد أصحاب طلاب منافع، والزمن وقت أحزاب قادرة على التكفل الصادق بانشغالات المواطنين''. وعاد جاب الله ليشرح أسباب سقوط مبادرة كان أطلقها قبل عامين لجمع التيار الإسلامي والوطني تحت عباءة سياسية واحدة فقال: ''حاولنا بكل ما نستطيع وبذلنا أقصى جهد وكنت أتمنى أن نقف جامعين للم شمل التيار الإسلامي... قدمنا كل ما نستطيع من تنازلات، وما قدمنا شرطا لأنفسنا، ومع ذلك يدنا ممدودة باستمرار للم الشمل''، وكان يقصد وجوها خاصمته من داخل حركة الإصلاح الوطني وقبلها النهضة: ''في القاعة هنا وجوه من التي نزغ الشيطان بيننا في مرحلة من المراحل، فاليد تظل ممدودة''. وعدد جاب الله بعض أهداف حزبه الجديد ب''جعل جهاز الحكم والإدارة يتوفر على الشرعية الكاملة، متحررا من التبعية المذلة للحاكم، وبناء مجتمع متشبع بثقافة الشورى... فهل من يملك هذه الأهداف يوصف بحزب ثيوقراطي؟''. ووجه نداء ''لأصحاب الفضل ورفقاء الدرب أينما وجدوا للتعاون على بناء مشروعهم الجديد، وأيضا أبناء التيار الإسلامي الوطني الذين لهم قناعة العمل السياسي ويؤمنون بالإصلاح الشامل والعميق والسريع''.