أكد الشيخ عبد الله جاب الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، قيد التأسيس، أن وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلبية، استقبله بمكتبه في الوزارة حين أودع ملف اعتماد الحزب الأحد الماضي· كما كشف جاب الله أن الوضع في العالم العربي وبالأخص في ليبيا وكذا الإصلاحات في الجزائر كانا في قلب أول حديث يدور بين الرجل الأول في وزارة الداخلية وبين أحد الفاعلين في الساحة السياسية، بمناسبة إيداع ملف حزبه وهو الأمر غير المعتاد في حوليات أداء وزارة الداخلية قبل انطلاق موسم إصلاحات سياسية رمى فيها الرئيس بثقل سمعته، وهو ما يمكن أن يؤسس لعهد استئناف تعامل السلطات الرسمية في الجزائر مع الطبقة السياسية والعودة مجددا إلى أجواء التواصل الرسمي السياسي التي شهدتها الجزائر منذ الانفتاح السياسي قبل أن يضرب بينهما بسور من القطيعة· وعلى الرغم من أن الشيخ جاب الله كان قد استقبل من قبل نور الدين يزيد زرهوني، إلا أن ذلك كان في سياق مغاير تعلق أساسا بأزمة الإصلاح، ما جعل الشيخ يبدو متفائلا باعتماد حزبه الجديد وهو يتحدث عن لقائه مع ولد قابلية، متفاديا الخوض في الحديث عن الضمانات والوعود، وفضل جاب الله أن يكشف أن ولد قابلية قال له إن مصالحه لن تدخر جهدا في مواكبة الإصلاحات، ليخلص جاب الله في الحديث عن الشأن السياسي لتجديد دعوته إلى التأكيد على ضرورة الذهاب إلى إصلاحات عميقة وشاملة· كما حرص على الجدية وعلى الأشخاص والعقليات وانتهاء بانتقاد لجنة بن صالح، بالنظر لما يترتب عن الناحية الاجرائية المتبعة في أشغالها·
وانتقل الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، المنتظر اعتمادها إلى دعوة السلطات الجزائرية إلى التعجيل بالاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي ومد جسور التواصل مع ما أصبح يعتبره شيخ الجبهة واقعا ليبيا وعربيا لا يمكن تجاوزه، وقال أمس في أول ندوة صحفية تحت مظلة ثالث الأحزاب المشكلة من قبله على مدار عقدي التعددية السياسية في الجزائر· وفيما استبعد جاب الله الاستقرار في ليبيا على المديين المتوسط والبعيد بعد غلق قوس القذافي، إلا أن الشيخ نفى جازما أن يكون التدخل الأجنبي في ليبيا عن طريق الناتو وبالأخص فرنسا عابرا، في إشارة إلى الديمومة دون أن يحدد شكل ذلك· وفضل جاب الله في معرض حديثه عن المعادلة الجديدة للمشهد الليبي في ظل التدخل الأجنبي، توجيه أنظار الدبلوماسية الجزائرية لما ينبغي للجزائر ان تقوم به، بالنظر لموقعها في المغرب العربي حيال الجارة الحدودية ليبيا، حين شدد زعيم الجبهة على ضرورة أن تكون الجزائر حاضرة بثقلها في المشهد الليبي دون أن يفوته التحذير من مغبة وتداعيات الموقف السلبي· وواصل جاب الله الذي انتقد موقف الجزائر من الأزمة الليبية عند بدايتها قبل أن يعود إلى الثناء على مواقفها الأخيرة دون الوقوف على تفاصيل ذلك، إلا عندما أثنى على حضور الجزائر في لقاء باريس الأخير· كما دعا جاب الله الثوار في ليبيا الى الحذر من الانزلاق في منطق انتقام الغالب من المغلوب، ودعا الليبيين الى المصالحة والعفو، قبل أن يختم في الشان الدولي بإدانة إجرام الرئيس السوري بشار الأسد الذي خيّر شعبه بين أن يحكمه أو يقتله·