شن تجار مدينة فريحة بولاية تيزي وزو، أمس، إضرابا عاما استجابة لدعوة لجان قرى وأحياء مدينة فريحة واحتجاجا على مقتل السيدة (ق. أ. ز) برصاص جندي، بالقرب من ثكنة الأحد الماضي. وتعرضت الثكنة للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة الليلة ما قبل الماضية، وقد عاد الهدوء أمس إلى شوارع المدينة. استعادت مدينة فريحة، صباح أمس، هدوءها بعد ليلة قضاها شبانها في رشق ثكنة الجيش بالحجارة، احتجاجا على تعرض السيدة (ق. أ. ز)، 54 سنة، للقتل من قبل جندي أطلق عليها الرصاص مساء الأحد. ولدى وصولنا إلى مدينة فريحة، التي تبعد عن مدينة تيزي وزو بحوالي 25 كلم، وجدنا الطريق المؤدي إليها مقطوعا بالمتاريس والحجارة لمنع المركبات من دخولها. كما قام الغاضبون بإشعال النار في عجلات مطاطية وضعت وسط الطريق. ووجدنا أبواب المحلات التجارية لمدينة فريحة مغلقة، باستثناء الصيدليات التي اشتغلت بصفة عادية وذلك استجابة لنداء شن إضراب عام صباح أمس دعت إليه لجان قرى وأحياء بلدية فريحة، والذي لقي تجاوبا وسط التجار والمرافق العمومية. وكان الشبان متجمعين في شكل مجموعات بالشارع المؤدي إلى مقر البلدية وبالشارع المحاذي له المؤدي إلى الثكنة، يتبادلون أطراف الحديث حول الحادثة التي حلت بعائلة (ق. ز. و) وجمعهم حديث عن إمكانية العودة إلى رشق مقر الثكنة بالحجارة. في هذا الصدد أشار مصدر مقرب من عائلة الضحية أن أفرادها طلبوا من شبان فريحة التزام الهدوء والكف عن استهداف الثكنة، الأمر الذي استجاب له شبان المدينة. وذكر المصدر نفسه بأن الفقيدة كانت تستبعد تعرضها لإطلاق النار، ونقل عنها قولها لرفيقتين كانتا معها بأن الجنود لن يطلقوا عليهن النار بحكم تعودهن على المرور بالمكان. وحسب المصدر فإن عناصر فرقة الدرك بفريحة استدعت المرأتين اللتين كانتا مع الضحية لحظة إطلاق الجندي الرصاص عليهن، وكذا شابين أحدهما تعرض للضرب بداخل الثكنة عقب محاولته الاستفسار عما جرى للمرحومة، وهذا على سبيل أخذ أقوالهم. تجدر الإشارة إلى أن أعضاء تنسيقية قرى بلدية فريحة عقدوا مساء أمس اجتماعا لمناقشة الوضع الذي أفرزه مقتل السيدة (ق. ز. و) لتحديد طبيعة الحركات الاحتجاجية المنتظر تنظيمها لاحقا. وقبيل انعقاد الاجتماع بلغنا أن سكان مدينة فريحة قرروا تنظيم مسيرة سلمية صباح غد بشوارع المدينة.