أوقفت مصالح الدرك الوطني ما لا يقل عن 17 شابا إثر مشادات وقعت صباح أمس بين بطالي مرسى الحجاج بوهران وقوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، تم فيها تبادل التراشق بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع من جهة الدركيين. وحسب المعلومات المستقاة من موقع الحدث فإن شبابا من بطالي مرسى الحجاج الساحلية تجمعوا صباح أمس أمام مقر البلدية، ومنعوا دخول موظفيها، في وقت قام آخرون بغلق شركتي ''دايو'' المنجزة لمشروع مصنع ''الأمونياك'' بذات البلدية، وشركة ''أوا'' الجزائرية-العمانية صاحبة المشروع المكلفة بالتوظيف، وذلك احتجاجا على توظيف شباب من خارج المدينة أو حتى من ولاية وهران من قبل ''أوا'' وتهميش شباب المنطقة القريبين من موقع المصنع. وذكر أحد الشباب لرئيس دائرة بطيوة وأمام الملأ، أنه من بين 380 عاملا ممن تم توظيفهم من قبل ''أوا'' يوجد 10 من ''بوروبول''، مشددا على أن المستقدمين من ولايات أخرى يشغلون مناصب بسيطة لا تحتاج إلى شهادات. وأثناء تجمع البطالين، حضر إليهم عناصر قوات مكافحة الشغب وحاولوا تفريقهم، ما أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل ودخل الطرفان في مشادات طغت عليها التراشق بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع، وتسببت القنابل المسيلة للدموع في إغماءات وسط تلاميذ مدرسة بختي بلحسن الذين اضطرت الإدارة إلى تسريحهم لقرب مؤسستهم من الموقع الذي حدثت فيه المشادات. وتطورت الأمور لتتحول إلى اندلاع أحداث شغب عبر مختلف شوارع مرسى الحجاج أين قام المتظاهرون بغلق مدخل المدينة وباقي الطرق بالحجارة، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية في كل مكان. وفي فترة وجيزة تحولت المدينة إلى رقعة ميتة، حيث شُلّ النشاط التجاري وأغلقت المحلات كما المدارس الابتدائية. وما زاد من غضب الشباب البطال هو التوقيفات التي طالت ما يربو عن 17 شخصا منهم، ولو أن رسميين صرحوا بأربعة أو خمسة فقط، بحيث هددوا بالتصعيد في حالة ما لم يطلق سراح الموقوفين، حتى إن اتصال رئيس دائرة بطيوة بهم لم تثنيهم عن مواصلة تهديداتهم، حيث طالبوه بفتح تحقيق في ملفات الموظفين من قبل شركة ''أوا'' ومراقبة شهادات الإقامة التي توجد في ملفاتهم.