صورة من الأرشيف اندلعت صباح أمس، احتجاجات عارمة على مستوى بلدية مرسى الحجاج، شرق ولاية وهران، شنّها نحو 500 شابّ، بسبب تخبّطهم في البطالة، ورفض توظيفهم في شركتين تنشطان بالمنطقة بالشراكة مع الأجانب، حيث حاصرت حشود الغاضبين المقّر مطالبين بحضور والي الولاية شخصيا لوضع حدّ للأزمة التي يعانون منها، مردّدين شعارات مناوئة ومعبّرة عن أحوالهم السوداوية، فيما تدخّلت مصالح الدرك الوطني لتفرقة المتظاهرين. * فتيل الاحتجاجات التهب منذ ليلة أمس، حين أبدى مجموعة من الشباب امتعاضهم الكبير من الظروف التي يتخبّطون فيها على رأسها البطالة، وتدهور المستوى المعيشي، وتوسّعت رقعة الغضب ليحمل لواء الاحتجاجات نحو 500 شابّ تجمّعوا صباح أمس، أمام مقّر البلدية، مندّدين بالأوضاع المزرية والفقر المدقع الذي يحاصر غالبية العائلات. واستشاط الشباب المحتجّ، من بينهم حاملون لشهادات جامعية في مختلف التخصّصات، غضبا لظروف التوظيف في الشركتين الناشطتين بالمنطقة واللتين تشرفان على مشروعين هامين بالشراكة مع مؤسسات كورية كمشروع إنتاج "الأمونياك"، حيث استنكر المحتجّون توظيف يد عاملة مستقدمة من خارج البلدية، فيما يعاني شبابها من شبح البطالة في أوجّها. * وأمام هذا الضغط، الذي عرفه المسؤولون المحليّون لعدّة ساعات، نقل رئيس البلدية نحو مستشفى المحقن، حسب شهود عيان، أمّا رئيس دائرة بطيوة، الذي حضر هو الآخر إلى عين المكان للاستماع لانشغالات المحتجّين ومحاولة تهدئتهم، فقد تمّ رفضوه وحاول الشباب طرده. * وتفاقمت الأوضاع تدريجيا، وكادت أن تنزلق نحو ما لا يحمد عقباه، لتتدخّل مصالح الدرك الوطني بالاستعانة بالتعزيزات الأمنية من أجل التحكّم في الوضع، حيث طوّقت المكان وتدخّلت لتفرقة المتظاهرين من دون حدوث اشتباكات عنيفة. وحسب ما أفادت به مصادر من المنطقة، فإنّه تمّ توقيف بعض الأشخاص الذين حاولوا إثارة الشغب. * هذا، ولا تزال الأمور على صفيح ساخن مهيّأة للاشتعال في أيّ لحظة، رغم وعود السلطات المحليّة بإيجاد الحلول المرضية في أقرب الآجال، كما لا يزال الحذر والترقّب يطغى على مصالح الدرك الوطني، التي أبدت جاهزية للتدخّل في حال تكرار الأحداث.