قلب صباح أمس، أزيد من 500 شابّ بطّال استقرار بلدية مرسى الحجاج التي تبعد حوالي 50 كلم عن عاصمة ولاية وهران، حيث شنّوا احتجاجات عارمة جرّاء البطالة وظروف العيش المزرية وقاموا بمحاصرة مقّر البلدية هناك، وقد أغمي على رئيس البلدية وتدخّلت قوات مكافحة الشغب لتفرقة المتظاهرين. بداية الاحتجاجات كانت من تجمّع مجموعة من الشباب ليلة أمس وانتفاضتهم على ظروف العيش وتفاقم أزمة البطالة بالبلدية على الرغم من أنّها بلدية سياحية معروفة بشاطئ مرسى الحجاج وبها اثنان من أكبر المشاريع بالولاية هما مشروع محطّة تحلية مياه البحر ومشروع مصنع إنتاج الأمونياك الذي تشرف عليه مؤسّسة »دايو« الكورية، وعلى إثر ذلك قرّر شباب المنطقة شنّ احتجاجات واسعة في اليوم الموالي، وهو ما لقي استجابة واسعة من قبل غالبية شباب البلدية الذين يتخبّطون في البطالة من بينهم حاملون لشهادات جامعية في مختلف التخصّصات حيث تجاوز عدد المحتجّين ال 500 شابّ وقد نظّموا مسيرة سلمية إلى غاية مقّر البلدية الذي حاصروه بمن فيه مردّدين شعارات قويّة تندّد بالبطالة وأزمة السكن وظروف العيش الصعبة، مطالبين بحضور الوالي شخصيا لمعاينة أحوال السكّان والإطلاع عن كثب عمّا أسموه بالتجاوزات الواقعة هناك، واستغربوا في ذات الصدد توظيف يد عاملة من خارج البلدية بالمصنعين المتواجدين بالمنطقة، فيما يعانون هم بطالة مضنية. وقد دامت محاصرة المحتجّين لمقّر البلدية عدّة ساعات الأمر الذي خلق ضغطا كبيرا على المنتخبين ومختلف ممثّلي السلطات المحليّة، ما جعل رئيس البلدية يغمى عليه وينقل بصفة استعجالية نحو مصلحة الاستعجالات بمستشفى المحقن، كما استقبل المحتجّون رئيس دائرة بطيوة بغضب لفظي شديد وقاموا بطرده من عين المكان مطالبين بحضور والي الولاية، كما استدعت هذه الأوضاع تدخل وحدات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني لتفرقة المتظاهرين ولم يسجّل حدوث اشتباكات عنيفة أو سقوط جرحى من الطرفين، فيما عاد الاستقرار تدريجيا إلى المنطقة مع بقاء الحذر والترقّب تحسّبا لأيّ مستجدّات.