أكدت الدكتورة كتيبة حسان مختصة في البحوث الإكلينيكية في لقاء خصت به ''الخبر''، أن الجزائر اعتمدت منذ 2006 التجارب الإكلينيكية للأدوية الجديدة متبعة نفس المقاييس المعتمدة دوليا في المجال. مشيرة أن فكرة اعتبار المرضى الجزائريين ''فئران تجارب'' لا مجال لها، لأن التجارب نفسها تقام في أمريكا، سويسرا، فرنسا وغيرها من الدول، بل إن الإيجابي هو تمكينهم من الاستفادة بآخر الأدوية المكتشفة. احتضن فندق السوفيتال مؤخرا فعاليات الدورة الطبية التكوينية التي نظمتها مخابر روش الجزائر بالتنسيق مع جامعة وهران والمؤسسة الفرنسية ''حلول من أجل الصحة، التنظيم والسلامة'' استفاد منها قرابة 40 طبيبا، والتي ستتبع خلال أكتوبر المقبل بدورتين إضافيتين حول ذات الموضوع. وعن مدى تطبيق التجارب الإكلينيكية بالجزائر، أكدت لنا الدكتورة كتيبة حسان مختصة في البحوث الإكلينيكية وخبيرة دولية في مجال البحث الإكلينيكي بفرنسا، والتي أشرفت على الورشة التكوينية أنها معتمدة بالجزائر منذ .2006 مضيفة أنه وخلافا لعدد من الدول الأوربية التي عمدت إلى إجراء تجاربها الطبية قبل اعتماد قوانين ترسّم الفعل، مثل ألمانيا التي قام أطباءها عام 1947 بتجارب طبية على مساجين دون أي نص قانوني يسمح بذلك، بادرت الجزائر من خلال وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى وضع النصوص القانونية قبل الشروع في التجارب. الجزائري متقبل للتجارب الإكلينيكية وعن أهمية التجارب الإكلينيكية عندنا، أوضحت كتيبة حسان أنها تمكّن مرضانا الاستفادة من العلاج بأدوية حديثة أثبتت فعاليتها في دول أخرى، لكن نقوم بتجربتها على الجزائري لخصوصياته التي تميزه عن الغير مثل نوعية الغذاء والمناخ، لتدرج بعد إثبات فاعليتها ضمن قائمة الأدوية المعتمدة بالجزائر ويستفيد منها الجميع، خاصة وأنها ذات أثمان مرتفعة جدا ''خاصة أدوية مرضى السرطان'' لا يمكن للشخص أن يقتنيها على حسابه الخاص، أما عن تطبيقها أوضحت محدثتنا أنه يتوجب أخذ رأي المريض ومن حقه أن يقبل أو يرفض لأن الخطر وارد. مضيفة أن المعمول به في حالة المضاعفات الثانوية هو استفادة المريض من ضمان طبي لمدة 10 سنوات ''لكن الملاحظ عند مرضانا تأييدهم وموافقتهم الفورية للتجربة خاصة مرضى السرطان نظرا لأملهم في الشفاء بأية طريقة'' تقول الدكتورة كتيبة. مضيفة أن التجارب الإكلينيكية بالجزائر التي تحتل المرتبة الثانية بالمغرب العربي من حيث اعتماد هذه التجارب، شملت عديد الأمراض تتصدرها أمراض السرطان والأمراض القلبية وأمراض السكري والأمراض الصدرية .. إلخ، لتؤكد على أهمية تكوين الأطباء والتقنيين في الصحة وشبه الطبيين في مجال البحوث الإكلينيكية وهو ما سيسمح بالعمل ضمن أطر عالمية بحتة.