بمجرد أن بدأ المنكوبون الموزعون على المؤسسات التربوية ومركز الإيواء بمصنع ''السونيباك'' سابقا يستردون أنفاسهم، وجدت الكثير من العائلات نفسها تغرق في وحل البيروقراطية بعد محاولات الخروج من طمي طوفان السبت الأسود، وكذا التخوف من المنكوبين المزيفين الذين احتلوا الصفوف الأولى. مازالت حوالي 400 عائلة ''تحتل'' متوسطة ابن خلدون، عدد كبير منها حسب المواطنين يقيمون بعيدا عن مجرى الوادي، وعائلات أخرى جاءت من بلديات وأحياء بعيدة. وكشفت الزيارة التي قادت ''الخبر'' اليومين الماضيين إلى المناطق المنكوبة أن الكثير من العائلات المقيمة في مساكن قديمة أبا عن جد بأحياء ''الفرابة، القنطرة الصغيرة، المهبولة، وادي الفران، قصر بوخواضة، قصر الدجاج''، يرفضون الالتحاق بالمؤسسات التربوية نتيجة الفوضى التي تعرفها هذه المؤسسات، فقبل يومين نشبت معركة ''نسائية'' حول أحقية كل طرف بالاستحواذ على قسم بمدرسة الفتح، غير أن تدخل السلطات أثلج الصدور بعد أن تبين أن الغالبية العظمى من ''محتلي'' المدرسة كانوا يسعون للاندساس وسط المنكوبين الحقيقيين. ولا يختلف الأمر مثلما أشارت ''الخبر'' في عدد أمس، عندما شاهد مواطنو البيّض في نشرة الثامنة شخصا يرتدي نظارات شمسية، يشكر السلطات ويحمد الله على القضاء والقدر بعد أن قدم نفسه كمنكوب، غير أن الغالبية تعرف أن المعني يقيم في ''فيلا'' بالقرب من مؤسسة صحية. ولا يتسع المجال للتعرض لكل الحالات المماثلة المعروفة التي عاينتها ''الخبر'' سواء بالمؤسسات التربوية أو في جهات أخرى على غرار شخص يتقدم الصفوف قبل المنكوبين الحقيقيين، مع أنه يملك سكنا اجتماعيا مؤجرا وكذا سكن ثان يقيم به. وفي انتظار مواصلة تنظيف القوائم على غرار 400عائلة بمدرسة ابن خلدون وقائمة 109عائلة التي لا تزال ماكثة بابتدائية بوشريط، فإنه تم لحد الآن إيواء 139عائلة بمركز ''سونيباك'' المخصص للمنكوبين ''الحقيقيين'' الذي تم تهديم بيوتهم أو الذين مسحت السيول مساكنهم بمختلف الأحياء المتضررة. وفي هذا الشأن كانت اللجان التقنية الخمس قد أحصت قبل ثلاثة أيام 784 عائلة منكوبة، كما تم تأشير لحد الآن باللون الأحمر أكثر من 200 سكن مرشح للتهديم النهائي، في حين تحدث مواطنون ل''الخبر'' عن أن اللجان التقنية لم تزرهم بمختلف الأحياء لأسباب قد تعود للعدد الكبير من المتضررين. وفي الاتجاه المعاكس للأصداء التي وصلت ''الخبر'' هناك تخوف آخر يتعلق بمصير المساعدات التي وصلت من عدد كبير من الولايات فإن مصدرا من محيط الوالي كشف ل''الخبر'' أن عملية التوزيع يقف عليها مديرون تنفيذيون. وفي موضوع آخر يسابق المواطنون والسلطات الزمن لإعادة تنظيف الأحياء والممرات الغارقة في الأوحال على غرار منطقة مدرسة بوشريط ومجمل الأحياء التي تضررت، وهو ما قد يعيد للمواطنين راحة نفسية للخروج من كابوس النكبة. أما عن موعد إسكان المنكوبين فإن والي الولاية كان قد تعهد على أن إسكان 400 عائلة لن يتجاوز الثلاثة أسابيع بداية من 2أكتوبر الماضي وهو ما تنتظره العائلات المنكوبة لحد الآن.