الجزائر مستاءة من تصريحات الليبيين وملف عائلة القذافي خارج المحادثات جددت الجزائر تمسكها بمواقفها المعلنة بشأن الملف الليبي، وبالعمل مع السلطة الجديدة في ليبيا، لكنها حذرت من التصريحات الاستفزازية التي تطلقها أطراف ليبية ضد الجزائر. وأعلنت الخارجية عن زيارة مرتقبة لوفد من المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر. أكد وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، أن وفدا من المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل السلطة الجديدة في ليبيا سيزور الجزائر قريبا. وقال الوزير مدلسي، في تصريح للصحفيين، على هامش الندوة الدولية التحضيرية لندوة دوربان للتغيرات المناخية، إنه أجرى اتصالا هاتفيا قبل يومين مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، واتفقا على ترتيبات تتعلق بزيارة وفد سياسي من المجلس إلى الجزائر قريبا، مشيرا إلى أن موعد وأجندة الزيارة سيتم تحديدهما في وقت لاحق. ولم يكشف مدلسي عن مستوى الوفد الليبي الذي سيزور الجزائر، لكن مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية أكدت ل''الخبر'' أن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي، محمود جبريل، سيكون على رأس الوفد الليبي الذي سيزور الجزائر في غضون الأسبوعين المقبلين، وكشفت أن الوفد سيلتقي وزير الخارجية مراد مدلسي والوزير الأول أحمد أويحيى لمناقشة ملف العلاقات السياسية والتمثيل الدبلوماسي وتأمين الحدود والأرصدة الليبية المجمّدة في الجزائر. وقالت ذات المصادر إن وزير الخارجية مراد مدلسي أبلغ جبريل بأن ملف عائلة القذافي ليس مجال مزايدة ولن يكون ضمن نقاط المحادثات السياسية خلال الزيارة المقبلة للوفد الليبي، وأن الجزائر سيدة في قرار استقبالها الإنساني لعائلة العقيد الليبي، في مقابل التزام أفرادها بعدم القيام بأي عمل سياسي انطلاقا من الأراضي الجزائرية. وفي نفس السياق أبدى وزير الخارجية مراد مدلسي امتعاض الجزائر من التصريحات الاستفزازية والمختلفة التي يطلقها عدد من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي وقادة الثوار في ليبيا ضد الجزائر ومواقفها من الملف الليبي ، وقال إن ''الجزائر لا تسيّر علاقاتها مع ليبيا عبر التصريحات المشوهة للبعض والبعض الآخر، لكننا نتعامل بقناعة وبوفاء لمواقفنا وقناعاتنا التي عبّرنا عنها''، مضيفا ''قناعاتنا هي أن ليبيا بلد شقيق، وهذا يحتم علينا التعامل معه بصدق، وهذه أولوية هامة بالنسبة لنا''، موضحا ''نحن نتعامل مع تطور الوقائع في ليبيا بالملموس بطريقة براغماتية''، مشيرا إلى أن الجزائر حريصة على بذل جهود دعم الاستقرار والأمن في ليبيا وفي منطقة المغرب العربي والساحل. ورفض وزير الخارجية الرد على سؤال حول ما إذا كانت زيارة الوفد الليبي ستتضمن إعلانا رسميا للجزائر الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي وسلطة قائمة في ليبيا، خاصة وأن الجزائر وجنوب إفريقيا - بحسب المسؤولين الليبيين - هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تعلنا بصورة رسمية حتى الآن الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي، على الرغم من إعلان رئيس الدبلوماسية الجزائرية في 22 سبتمبر الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقائه مرتين بمحمود جبريل، عن قرار الحكومة الجزائرية العمل بشكل وثيق مع السلطات الليبية الجديدة من أجل إرساء تعاون ثنائي مثمر سيسمح للبلدين بالعمل معا بشكل أكثر صراحة، والاتفاق مع السلطات الليبية الجديدة على تشكيل لجان عمل تعكف على حلحلة القضايا العالقة وترسيم العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن شأن الزيارة المرتقبة للوفد الانتقالي الليبي فك القضايا العالقة بين الجزائر والمجلس، بسبب اتهام هذا الأخير الجزائر بإرسال مرتزقة للقتال مع القذافي، ثم استقبال الجزائر لعائلة القذافي.