انتقد الخبراء المشاركون في مؤتمر القمة العالمي الثالث للابتكار في التعليم، تراجع الدول المانحة عن تمويل المشاريع والبرامج التعليمية في البلدان الفقيرة والنامية. وكشفوا بأن فئة المراهقين تمثل أكثر من 60 بالمائة من الذين غادروا مقاعد الدراسة في سن مبكرة، وأن الفتيات يمثلن 20 بالمائة من العدد الإجمالي لهذه الفئة خاصة في المناطق الصحراوية بمختلف مناطق إفريقيا. افتتحت أمس، أشغال مؤتمر القمة العالمي الثالث للابتكار بالعاصمة القطرية الدوحة بحضور أكثر من 1200 خبير من 120 دولة، وتم الإعلان لأول مرة عن جائزة مؤسسة قطر الأولى للتعليم، حيث تم منحها لصاحب أكبر منظمة غير حكومية في العالم، تضم أكثر من 32 ألف مدرسة وجامعة فضل حسن عابد من بنغلاديش. قال المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، نوار العربي ل''الخبر''، بأن الجزائر التي تحصي ما يقارب المليون طالبا وعشرات الجامعات، لم تتمكن من تحقيق إبداعات في مجالات التنمية الاقتصادية المختلفة كالصناعة والزراعة وغيرها. ولن يحدث ذلك، حسب محدثنا الذي يشارك في مؤتمر القمة العالمي الثالث للابتكار، ما لم تنفتح الجامعة على المؤسسات الاقتصادية بتطوير البحث العلمي الذي يجب أن يوفر حلولا للمؤسسات الاقتصادية بما يسمح لها بتحقيق الإبداع والتنافسية وفي غياب تفاعل الجامعة بالشكل الذي يحقق التنمية المستدامة للجزائر يبقى كل ما تبذله الدولة عمل دون مردود ما عدا ما يمكن أن يحقق في مجال محو الأمية وفقط. وناقش المشاركون في المؤتمر في يومه الأول كيفية الوصول إلى سبل كفيلة بتحقيق الابتكار في مختلف مجالات التعليم، حيث شددت رئيسة مؤسسة قطر للتربية والتعليم ''وايز'' الشيخة موزة بنت مسند، على أن جودة التعليم خاصة في المناطق التي تعرف نزاعات، ضرورية لترسيخ الوعي وروح المواطنة لدى الشباب، بدليل ما حصل، حسبها، مؤخرا في دول عربية خرج فيها هؤلاء ورفعوا التحدي للمطالبة بحقوقهم. ومن هنا جاءت فكرة تأسيس جائزة خاصة بالتعليم لأول مرة، لإعادة الاعتبار للمربين والمعلمين الذين لا يحظون بالاحترام الذي يستحقونها، حسب ذات المتحدثة. وقالت رئيسة المؤسسة بأنه أمام حكام المنطقة العربية تحد كبير، يتمثل في توفير ما يقارب 50 مليون منصب شغل خلال العقد المقبل، وهم مجبرين بذلك على ابتكار طرق تراعي البعد الديموغرافي، وهو ما جاء على لسان أعضاء لجنة خبراء في التربية قامت بتحديد شروط الترشح لجائزة التربية التي فاز بها فضل حسن عابد من بنغلاديش. ولم يتردد المشاركون في الملتقى عن توجيه انتقادات لاذعة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي لم تحترم، حسبهم، التزامها بتمويل المشاريع التعليمية في الدول النامية، حيث كشفوا بأن هذه الأخيرة تنفق على التسلح ثلاثين مرة ضعف ما تخصصه للتعليم.