مندوب دمشق يهاجم وزير خارجية قطر بكلمات نابية كما كان متوقعا اتخذ وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم، يوم أمس بالقاهرة، واحدا من الخيارات التي كانت منتظرة منهم أو مطروحة أمامهم، وهو تعليق عضوية سوريا بالجامعة وسحب السفراء العرب من دمشق، القرار وإن جاء في صيغة تعليق مؤقت يعني أن واحدا من مطالب المعارضة السورية قد وجد طريقه إلى التطبيق في هذه الهيئة العربية. أهمية القرار تكمن في أنه جاء في ظل أجواء شكوك خيمت على اللقاء الذي كانت تنظر إليه العديد من الجهات على أنه غير قادر على الحسم واتخاذ قرار بحجم القرار المعلن عنه، خاصة في ظل ما قيل عن رفض كل من الجزائر واليمن ولبنان لخطوة كهذه، خاصة بعد تصريح نائب الأمين العامة للجامعة السيد أحمد بن حلي ساعات قبل الاجتماع، والذي جاء فيه، أن خيار تجميد عضوية سوريا مستبعد، لأن الجامعة تعتبر، كما قال، أن المبادرة العربية لحل الأزمة السورية ما زالت في بدايتها، كما أن هذه الدول، وأطرافا أخرى، ترى أن اللجوء لخطوة كهذه يعني غلق الباب أمام أي حل عربي للأزمة في سوريا المستمرة منذ منتصف مارس الماضي، مع الإشارة هنا إلى أن قرار التعليق يُتخذ كما هو معروف بإجماع كل الأعضاء، لكن مخرج تغيّب وفد أي دولة عن جلسة التصويت تجنبا للحرج يسمح بتمرير القرار. زيادة على هذا، دعا قرار الجامعة المعارضة السورية إلى الاجتماع في ظرف ثلاثة أيام لاتخاذ قرار يتعلق بتحديد مرحلة انتقالية، وهو ما يعني أن الجامعة العربية قد بدأت بالفعل في التعامل مع سوريا ما بعد الأسد. للإشارة سبق الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب اجتماع مماثل بوفد من المجلس الوطني السوري المعارض، وفي أعقاب اللقاء قالت عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، بسمة قضماني، إنهم طالبوا بتجميد عضوية سوريا، وقد لمست تعاطفا من اللجنة لمعاناة الشعب. ومن جهته قال عضو المجلس الوطني السوري، سمير النشار، إن المجلس طالب بضرورة ''تنحي بشار الأسد لأنه جاء بالتوريث وليس عن طريق الانتخاب ولا يملك أي شرعية، واستمراره في سياسته سيكون له مصير مشابه للقذافي، وعليه تجنب هذا المصير''. وقبل هذا كانت اللجنة الوزارية العربية، قد عقدت اجتماعا في القاهرة أمس ترأسه وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم آل ثاني، الذي قدم تقريرا عن الاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة للجامعة واللجنة بشكل عام، مع الحكومة السورية والمعارضة، حسب مصدر من المجتمعين. وكرد فعل على القرار، ذكرت تقارير إعلامية أن مندوب سوريا لدى الجامعة، يوسف أحمد، تلفظ بكلمات نابية في حق وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بعد علمه بصدور قرار تعليق العضوية، واتهم قطر والأمين العام للجامعة العربية بتنفيذ أجندة أمريكية ضد سوريا، فرد عليه الوزير القطري بالقول ''الله يسامحك نحن لا يهمنا إلا سوريا ومصلحة الشعب السوري وإيقاف آلة القتل اليومية ضد الشعب''، داعيا حكومة سوريا إلى ضرورة التجاوب مع ما طرحته الجامعة العربية. أما أول رد فعل عربي على هذه التطورات فقد جاء على لسان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، الذي قال إن ''المقررات التي صدرت عن الجامعة العربية لن تساعد على الحل في سوريا، بل ستدفع إلى أمور خطيرة، وقال لوسائل إعلام لبنانية إن ''هذا ما ركزنا عليه، لأن أمن سوريا من أمن المنطقة''، موضحاً أن ''ما اتخذ من قرارات مؤشر خطير، لأن القرار ضد دولة مؤسسة وعضو في الجامعة. ميدانيا استمرت الاحتجاجات بمعظم المحافظات السورية، وقد تحدث ناشطون سوريون عن تسجيلهم لثلاثمائة مظاهرة عمت أرجاء البلاد في يوم ''جمعة تجميد العضوية''، كما تحدثت تقارير أخرى عن سقوط أكثر من 250 ضحية منذ مطلع الشهر الحالي، منهم 37 ضحية قضوا في مواجهات يوم الجمعة الأخير، وكل هذه مؤشرات توحي بأن الأمور تتجه نحو التصاعد المتزايد للأحداث وليس نحو التهدئة.