تحفّظت الجزائر بشكل خاص على القرار العربي الصادر، أمس، من الجامعة العربية بشأن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، ودافعت على هذا التحفظ الذي كشف عنه مصدر عربي من الجامعة بوصف قرار التعليق "أنه يفتح الباب أمام التدخل الأجنبي"، و"يغلق الباب أمام حل عربي للأزمة في سوريا المستمرة منذ منتصف مارس الماضي". وفي وقت سارعت فيه جل الدول العربية عن طريق ممثليها بالجامعة إلى التهليل وتبكير معاقبة سوريا تقدمتهم قطر التي تترأس اللجنة الخاصة بالمبادرة عارضت كل من لبنان الدولة المحاذية لسوريا وجمهورية اليمن التي تعيش هي الأخرى أزمة سلطة منذ عدة شهور، وتنتظر تنحي رئيسها محمد علي صالح، في وقت امتنعت فيه العراق. ونقل، أمس، من مقر الجامعة أن غالبية الدول في الجامعة العربية وعددها 18 دولة عربية، ترى أن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية هو الرد الأمثل على رفض دمشق التجاوب مع المبادرة العربية التي تنص على وقف استهداف المدنيين، وسحب القوات والآليات العسكرية من المدن، والإفراج عن المعتقلين خلال الاحتجاجات التي تعدت حصيلتها بحسب أرقام الأممالمتحدة 3500 قتيلا، وأربعة آلاف وفقا للناشطين السوريين. وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة الأزمة السورية قد عقدت اجتماعا في القاهرة، أول أمس، برئاسة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وبحضور الأمين العام للجامعة العربية. وذكر مصدر دبلوماسي عربي، أن الاجتماع ناقش تقريرا أعده نبيل العربي يتضمن نتائج الاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة للجامعة واللجنة بشكل عام، مع الحكومة السورية والمعارضة ومطالبها من الجامعة، وأضاف أنه جرى خلال الاجتماع تقييم مدى التزام الأطراف المعنية بالأزمة السورية ببنود المبادرة العربية، وسُبل تذليل المعوقات التي تحول دون تنفيذها. ويفترض أن اللجنة رفعت تقريرها النهائي إلى الاجتماع الوزاري الطارئ. وضمت اللجنة الوزارية العربية، إضافة إلى قطر وزراء خارجية الجزائر ومصر والسودان وعُمان والأمين العام للجامعة العربية، إلى السعودية رغم أن بلاده ليست عضوا في اللجنة، غير أن القرار الصادر بتأسيس اللجنة يوم 16 أكتوبر الماضي يسمح لأي دولة بالانضمام إليها. واشنطن تضغط وفي تصريحات تزامنت تقريبا مع الاجتماع العربي، وقبيل القرار الأخير بشأن تعليق عضوية سوريا، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنه "يتعين حدوث انتقال سلمي للسلطة في سوريا مع رحيل الأسد عنها". وفي هذا التصريح، رسالة واضحة الى العرب بشأن اتخاذ موقف سلبي بشأن سلطات سوريا. باريس تناور وبالنسبة للموقف الأوروبي من أزمة سوريا، يناقش اليوم اجتماع يعقد في باريس عن سوريا يشارك فيه رفعت الأسد، شقيق الرئيس الرحل حافظ الأسد، وهذا حسب صحيفة "لو فيغارو " الفرنسية. وأشارت الصحيفة إلى أن رفعت، الذي كان على خلاف مع السلطة، أصبح في الفترة الأخيرة قريباً منها، إلا أنه يُطالب بإصلاحات. روسيا متهمة من قبل واشنطن ويتردد صدى الملف السوري دولياً أيضاً، بين روسيا التي تستعد للقاء وفد من المجلس الوطني المعارض لأول مرة وعلى مستوى وزير الخارجية، لكن بهدف إقناع المجلس بقبول الحوار مع دمشق، فيما تتهم واشنطنروسيا بعرقلة حسم الملف داخل الأممالمتحدة بسبب استخدامها والصين الفيتو حتى ضد قرار تنديد بسياسة الحكومة السورية وقمعها للمظاهرات.