نشطت الباحثة الفرنسية، كاترين دو وندان، أمس، محاضرة حول ملف الهجرة، أكدت فيها أنه رغم الخطاب السياسي المتشدد في أوروبا حول ضرورة غلق الحدود، فإن أوروبا ستظل بحاجة إلى المهاجرين القادمين من جنوب الحوض الأبيض المتوسط. بدعوة من المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، نشطت مديرة الدراسات بمعهد الدراسات والبحوث الدولية بفرنسا والخبيرة في ملف الهجرة، محاضرة حول إشكالية الهجرة في حوض البحر الأبيض المتوسط. وقالت المحاضرة إن الخطاب الذي يعتمده الساسة في أوروبا حول الهجرة لا يعكس حقيقة الواقع. وأكدت أن التخويف من مسألة الهجرة ليس له من هدف آخر سوى كسب أصوات جديدة، واللعب على وتر أن المهاجر يهدد المواطن الأوروبي. وأضافت، في معرض حديثها، أن أوروبا ستظل في المستقبل، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى المهاجرين. واستدلت بأهم عامل، حسبها، وهو ''الشيخوخة'' التي تعاني منها المجتمعات الأوروبية، ما يجعلها في حاجة إلى يد عاملة مهاجرة، حيث قالت: ''متوسط العمر في أوروبا بلغ 41 سنة، في حين أنه 25 سنة في المغرب العربي و19 سنة في إفريقيا جنوبي الصحراء''. وكذبت كاترين دو وندان كل ما يقوله الخطاب الرسمي الأوروبي حول الهجرة والمهاجرين، حيث صرحت: ''عكس ما يشاع، فإن أكبر نسبة من الهجرة تتم في اتجاه جنوب - جنوب وليس جنوب - شمال، كما أن أكبر دولة مستقبلة للاجئين بسبب الحروب وأسباب أخرى، هي دول الجنوب وليس دول الشمال''. وعن الهجرة غير الشرعية، قالت إن كل السياسات المتشددة، مؤخرا، فشلت في تقليص الظاهرة، معتبرة أن هذه الأخيرة (السياسات) أثقلت كاهل ميزانيات الدول دون أن يكون لها أثر ملموس. وأضافت: ''أرقام تشير إلى أن 17 ألف مهاجر فقدوا الحياة عند محاولتهم المرور إلى الضفة الشمالية خلال العشريتين الأخيرتين''. وفي ختام محاضرتها رافعت المتحدثة على ضرورة تخفيف شروط حركة الأشخاص من خلال سياسة منح التأشيرات أكثر مرونة.