اعتبر، أمس، محمد صادق الحسيني، مسؤول العلاقات الدولية لمركز حوار الحضارات الإيراني، أن ''لندن تريد إشعال حرب سفارات مع إيران''، تعقيبا على قرار بريطانيا غلق السفارة البريطانية في طهران وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين، ردا على اقتحام متظاهرين لمجمعي السفارة البريطانية في طهران. وهذا حسب المتحدث ''ليس سوى ذريعة للقيام بذلك في إطار الحرب المفتوحة على محور المقاومة والممانعة''، على حد قوله. وأكد المحلل السياسي الإيراني، في اتصال مع ''الخبر'' من طهران، أن نية بريطانيا كانت مبيتة اتجاه إيران، مضيفا أن ''البريطانيين سبق وأن أعلنوا على إيران حربا اقتصادية من خلال مقاطعة التعامل مع البنك المركزي''، مشيرا إلى أن ''أغلب المعاملات المالية الإيرانية المتعلقة بالمعاملات النفطية تتم في عاصمة الضباب''. وربط الحسيني بين الضغوط الممارسة على إيران والضغوط الممارسة أيضا على سوريا وعلى لبنان، التي قال إن رئيس حكومتها نجيب ميقاتي تعرض لضغوط غربية شديدة لدفع ما أسماه ''الدية أو الفدية'' للمحكمة الدولية التي تحقق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وبخصوص استدعاء بعض الدول الأوروبية لسفرائهم في طهران للتشاور، قال مسؤول العلاقات الدولية في مركز حوار الحضارات ''سحب السفراء الأوروبيين يساعدنا على التخلص من أوكار الجواسيس''، على حد قوله، وأضاف ''لا نريد سفراء جواسيس بل نريد سفراء يحترموننا ويعملون على تعزيز علاقات بلدانهم معنا''، وأضاف ''قطع بريطانيا علاقاتها معنا أكبر هدية للشعب الإيراني''. واتهم محمد صادق الحسيني السفارة البريطانية بأنها تحولت إلى وكر للجوسسة على إيران وقال ''لدينا أدلة دامغة على تورط السفارة البريطانية في الجوسسة على بلادنا''، مشيرا إلى ''تفكيك قوات الأمن الإيرانية لشبكة جوسسة تديرها السفارة البريطانية في طهران تضم 50 جاسوسا''، معتبرا أن تفكيك هذه الشبكة كان ''السبب المباشر في فرض لندن عقوبات اقتصادية على طهران''. وفي سياق ذي صلة تحدث الحسيني عن ''قيام دول غربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا بتدريب معارضين إيرانيين في أقاليم كردستان (أكراد) وخوزستان (عرب) وبلوشستان (أصول أفغانية) للقيام بعمليات إرهابية داخل الأراضي الإيرانية على غرار اغتيال عالم الذرة الإيراني حسين شهرياري''. واعتبر أن الشعب الإيراني ''نفد صبره من كل هذه المؤامرات والضغوط الغربية ما أدى بالطلبة إلى الزحف نحو السفارة البريطانية واقتحامها، ولكن الشرطة الإيرانية أوقفت 12 متظاهرا منهم واحد أصيب بجروح خطيرة تم إطلاق سراحه''، مشيرا إلى أن ''الحكومة الإيرانية اعتذرت لبريطانيا عن هذا الاقتحام احتراما منها للمواثيق الدولية''، لكنه أشار إلى أنه ''لم يقتل أي دبلوماسي بريطاني، بينما قتل دبلوماسيان إيرانيان داخل سفارة بلادهما في لندن دون أن تتمكن الشرطة البريطانية من حماية السفارة الإيرانية من اعتداء مقاتلي منظمة مجاهدي خلق سنة ''1986، على حد قوله.