يتابع الشارع المغربي، هذه الأيام، عن كثب، عملية تشكيل الحكومة الجديدة التي شرع في تكوينها عبد الإله بن كيران بعدما فوضته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية. وبخصوص اهتمام الشارع المغربي بالحكومة الثلاثين في تاريخ المغرب، جسّت ''الخبر'' النبض في مدينة مراكش، وقد تباينت الآراء والمواقف بين متفائل ومرحب بالحكومة الجديدة التي يقودها التيار الإسلامي، وبين متشائم ومتنبئ لها بالفشل في مهدها حتى قبل الانطلاق في عملها ميدانيا. وفي جولتنا بمدينة مراكش، ورغم انشغال سكانها بالسياحة والتحضير لأعياد نهاية السنة الميلادية، إلا أن ذلك لم يلههم عن متابعة آخر المستجدات الحاصلة في الساحة السياسية بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وقادنا الفضول إلى لقاء بعض ملاك أكشاك بيع الصحف، وكذا تصفح بعض العناوين الصحفية لمعرفة مدى اهتمام المغاربة بالخريطة الجديدة التي ستعرفها الحكومة، حيث أكد لنا أحد باعة الجرائد في الحي المحاذي لمحطة مراكش قائلا ل''الخبر'' إن ''الإقبال على الجرائد هذه الأيام صار كبيرا، كصحف الصباح، المساء والأحداث المغربية، وغيرها، كلها جرائد صارت تنفد من الأكشاك فور وصولها نظرا لاهتمام المغاربة بالشأن السياسي والتحول الكبير الذي سيشهده البلد''. ورغم القاعدة الشعبية التي اكتسبها رئيس الحكومة الجديد، عبد الإله بن كيران، ''إلا أن ما ينتظره أصعب، ويجب أن يفي بالوعود التي كان يرددها في حملته الانتخابية''، بحسب ما قاله أحد الشباب في مدينة مراكش الذي يدرس في الجامعة. ومن جانبه عبّر لنا ''م.فاروق''، وهو مسيّر فندق بمراكش، عن استغرابه لكثرة الحديث عن الحكومة الجديدة، وبالنسبة له فالحكومة ستفشل قبل الشروع في عملها، قائلا ''لم أفهم شيئا، فكيف تعمل حكومة يرأسها رجل من التيار الإسلامي، وتمنح حقائب وزارية لأصحاب التيار الاشتراكي، فهذه التناقضات ستفرز صراعات وانشقاقات في الحكومة الجديدة، وهم لا يملكون نفس البرنامج والتصورات المستقبلية.. صراحة أتوقع تكرار نفس سيناريو الحكومات السابقة ولا يجب أن نحلم فعلا بغد أحسن''. هذا التشاؤم قابله تفاؤل كبير من طرف محام يعمل في مدينة مراكش، حيث اعتبر أن الحكومة الجديدة يجب أن تجمع كافة التيارات دون إقصاء، وحسبه، لا يجب ترك المجال وحده للإسلاميين، كما دعا إلى ضرورة منح الفرصة للعناصر الشابة، خاصة وأن المواطن المغربي صار لا يثق في الشخصيات التي تعاقبت لسنوات على السلطة دون تقديم أي شيء للشعب. ويقول محدثنا الذي يرى أن ''فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية يعني فوز الشعب، وهذا يعني أيضا أن أصوات المغاربة في أياد أمينة''، مشيرا إلى الكفاءات التي يملكها هذا الحزب، ومستبعدا فكرة تحول المغرب إلى أفغانستان أو التأثير على السياحة المغربية. ومن جهته يرى الشاب ''أمين. ح''، وهو شاب من أم جزائرية وأب مغربي، التقيناه بمراكش وأكد أن لنا أنه يعلق آمالا كبيرة على الحكومة الجديدة، ''أنتظر الكثير من الحكومة الجديدة ونأمل أن يكون التغيير الإيجابي على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بقضية علاقتنا مع الجزائر وحدودنا معكم، كما أتمنى أن يساهم رئيس الحكومة الجديد في دعم حرية التعبير للمغاربة ومراجعة القوانين، خاصة المتعلقة بسجناء الرأي، لأن ذلك يتنافى مع مبادئ الديمقراطية''. ورغم الفشل الذي مُنيت به حركة 20 فبراير المعارضة، التي كانت تهدف إلى كبح إرادة المواطنين المغاربة للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار الممثلين في البرلمان الجديد، إلا أن تأثير هذه الحركة لا يزال ساري المفعول في أوساط الشعب المغربي، فالطالبة الجامعية ''م.نجاة'' أكدت أنها لم تتوجه إلى مكاتب الاقتراع يوم 26 نوفمبر الماضي، وبررت ذلك قائلة ''لا أثق في الطبقة السياسية التي تريد تمثيل الشعب المغربي، كرهنا هذه الوجوه، نريد تغييرا جذريا، صراحة أنا شخصيا لا أنتظر تحسن أوضاعنا مع هذه الشخصيات التي ستهتم بمصالحها الشخصية على حساب مصالح الشعب''. وأكدت نجاة أنها استجابت فعلا لنداء حركة 20 فبراير وقررت مقاطعة الانتخابات.