اعتبر أبو يحيى الليبي، أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة، في تسجيل صوتي بث أمس، أن ''علم الإسلام'' وحده يجب أن يرفرف فوق ليبيا. ودعا الثوار السابقين، الذين أطاحوا بنظام القذافي، إلى عدم تسليم أسلحتهم للحكومة الجديدة. في وقت تعهدت الحكومة الليبية الجديدة بوقف انتشار السلاح قبل نهاية السنة، حسب تصريح لعبد الرحمن الكيب، نقله عنه قائد للثوار في طرابلس. ويعتبر موقف أبو يحيى الليبي، برأي مراقبين، أقوى دليل لحد الآن على وجود تنظيم القاعدة في ليبيا، ومن شأنه أن يشجع الثوار الليبيين المتشبعين بالفكر الجهادي على ''عصيان'' أوامر المجلس الانتقالي والحكومة الجديدة، بخصوص تسليم السلاح. وكانت طرابلس قد اهتزت، أول أمس، في أحدث مواجهات بين ثوار طرابلس وثوار الرجبان، راح ضحيتها ثلاثة قتلى على الأقل. وقال الليبي، في تسجيل بثته مواقع إسلامية محسوبة على القاعدة، إن على قادة ثوار ليبيا ''أن يعلموا أن الطريق لا يزال طويلا وأن ثمار الثورة اليافعة لم تقطف بعد''. وأضاف أبو يحيي: ''إن أداء الأمانة إلى أهلها من الشهداء والجرحى والمشردين وعامة المسلمين لن يكون حتى يرفرف في سماء ليبيا علم الإسلام، لا ينازعه علم ولا يزاحمه حكم''. وتابع يقول: ''أنتم اليوم في مفترق طريق لا يحتمل إلا اتخاذ قرار حاسم واضح لا تردد فيه، إما أن تختاروا نظاما علمانيا يرضي تماسيح الغرب ويتخذونه مركبا لتحقيق مآربهم، وإما أن تقفوا موقفا صارما لإقامة دين الله الذي نصركم''. كما طالب الليبي ثوار ليبيا بالاحتفاظ بالأسلحة التي قاتلوا بها نظام القذافي والتي تسعى السلطات الليبية الجديدة لتجميعها منهم. وقال موجها حديثه إلى قادة الثوار: ''إن التخلي عن السلاح الذي كان أحد أسباب انعتاقكم من رق قاتل استمر أكثر من أربعة عقود يسومكم فيها القذافي سوء العذاب، يعني وبكل بساطة الرجوع إلى العبودية بثوب جديد، والتسليم لطغاة عتاة داخليين أو خارجيين يسلبون إرادتكم ويتحكمون في حريتكم، حتى وإن بهرجوا فسادهم بالألفاظ الخلابة والخطابات الخادعة''. لكنه دعاهم لعدم استعمال هذه الأسلحة ''كي يسفكوا دما حراما لمسلم أو كافر''. كما حذر الليبي، في التسجيل، من ''أطماع'' الغرب بالسيطرة على النفط الليبي، داعيا الليبيين إلى ''مواجهتها بكل حزم وجرأة.