أفاد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن بلده ''يدعم الدور النشيط الذي تلعبه الجزائر في ضمان الأمن ومواجهة الإرهاب في منطقة الساحل''. وقال: ''لا ندعم هذه الجهود فحسب، بل ونتعاون بنشاط مع الجزائر، سواء كان على المستوى الثنائي أو في الإطار متعدد الأطراف، أو في إطار المنتدى العالمي لمواجهة الإرهاب الذي تم تشكيله في سبتمبر الماضي بنيويورك''. أشاد سيرغي لافروف، أمس، خلال محادثات مع وزير الخارجية مراد مدلسي، الذي يزور روسيا، ب''تنامي شراكة روسياوالجزائر في المجالين الاقتصادي والعسكري التقني''. ونقلت وكالة ''إيتر تاس'' الروسية عن لافروف قوله إن الجانبين ''تطرقا في المباحثات بينهما إلى وضع وآفاق العلاقات الثنائية التي تتنامى''. وقال لافروف: ''تشارك مؤسسات روسية مثل ''غازبروم'' و''روس نفط'' و''ستروي ترانس غاز'' بالتعاون مع شركائها الجزائريين في تنفيذ المشاريع الكبرى''. وأعرب مدلسي عن ''قناعته'' بأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةوروسيا، ''يجب أن يشاركوا الجزائر في مكافحة الإرهاب بالمنطقة''. وقال: ''يسرنا أن تشارك روسيا في هذه الجهود''. وبخصوص الحساسية التي تبديها الجزائر، للتدخل الأجنبي لتسوية الأوضاع في بعض البلدان العربية، مثلما حدث في ليبيا، قال لافروف، إن روسياوالجزائر ''تتفقان في موضوع ضرورة احترام سيادة القانون واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخلات خارجية''. وتابع: ''إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحاجة إلى مثل هذه المواقف، إذ تؤمن روسياوالجزائر بضرورة الاعتماد على السبل السلمية وحدها لحل القضايا الموجودة، عبر بدء حوار وطني واسع تشارك فيه جميع الفرق السياسية والطائفية والإثنية، كي يكون الحوار على أساس التوافق حول تطوير الدول والمجتمعات''. وتابع لافروف قائلا: ''إن الجزائر تشاطر موقف روسيا من تطورات الأوضاع في التسوية شرق أوسطية وانعدام التقدم في هذا الاتجاه في الآونة الأخيرة''. وذكر أن روسيا بصفتها عضوا في اللجنة الرباعية والجزائر بصفتها عضوا في الجامعة العربية، ''مهتمتان بتجاوز الطريق المسدود الذي وصلت إليه عملية السلام في أسرع وقت''. وتابع قائلا: ''إن إحراز بعض التقدم في التسوية شرق أوسطية، من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي في الوضع بالمنطقة ككل''. وبخصوص التعاون الاقتصادي الثنائي، قال لافروف إن بيان الشراكة الإستراتيجية الذي تم توقيعه منذ 10 سنوات، ''لا يزال ذا أهمية حيوية اليوم. وأضاف: ''يستمر بين بلدينا الحوار السياسي المكثف''. وأبرز مراد مدلسي من جانبه ''الإمكانات الإضافية التي انبثقت للتعاون بين البلدين''. وقال: ''تشهد روسيا نموا اقتصاديا يتعلق بانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية والجزائر تنتظر الانضمام هي الأخرى للمنظمة''.