تحصلت ''الخبر'' على وثائق عن حالة مخزون معهد باستور من مختلف اللقاحات تؤكد افتقاد هذا الأخير لأهمها، من بينها اللقاح المضاد للكلب، ولقاح السل ولقاح التيتانوس، عكس ما تشير إليه إدارة باستور عن توفر مختلف أنواع اللقاحات والكواشف. الوثائق التي ترفع النقاب عن وضع المخزون إلى تاريخ 22 ديسمبر المنصرم، أي منذ 4 أيام فقط، تشير إلى عكس ما صرح به مسؤولو المعهد، مؤخرا، عن توفر كل أنواع اللقاحات. ففي الوثائق التي تحصلنا عليها يفتقد المعهد إلى أدنى جرعة للقاح المضاد للكلب رغم أهميته، ما يطرح سؤالا حول التكفل بالأشخاص الذي يتعرضون لعضات حيوانات مكلوبة. نفس الشيء بالنسبة للأشخاص الواجب تلقيحهم من القزاز، فمخزون المعهد من التيتانوس يساوي الصفر، استنادا للوثائق التي بحوزتنا. حتى لقاح السل يوجد في الخانة الحمراء، حيث لا يتوفر المعهد على أي جرعة إلى تاريخ 22 ديسمبر الماضي. أما عن اللقاحات الأخرى فتفتقر ثلاجات معهد باستور الجزائر إلى لقاحات الرضع كلقاح الواجب تقديمه للرضيع فور ولادته. أما عن باقي اللقاحات المتوفرة فإنها متوفرة بكميات قليلة جدا لا تكفي لتغطية الحاجيات. يحدث هذا في الوقت الذي أشار فيه المسؤول الأول عن المعهد، منذ أيام، إلى أن هيئته تستطيع توفير كل أنواع اللقاحات. وحسب بعض المصادر، فإنه من المنتظر أن يتم مساءلة المدير، اليوم، خلال انعقاد أشغال مجلس إدارة المعهد حول ندرة اللقاحات. ويعيش المعهد، منذ سنوات، على وقع فضائح إتلاف كميات كبيرة من اللقاحات والكواشف كلفت الخزينة الملايير، فضلا عن ندرة في اللقاحات الموجهة للرضع، ومنذ فترة، حتى اللقاحات الهامة كلقاح داء الكلب واللسع العقربي. وتقول مصادر إن عدم تدخل الوزارة لحل مشكل المعهد سيفرز في المستقبل القريب أزمة حقيقة في اللقاحات، أزمة أراد الوزير تفاديها من خلال منح استيراد اللقاحات للصيدلية المركزية، بعد فشل معهد باستور في ذلك.