استفاقت العديد من الأحياء العراقية صباح أمس على وقع سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت أحياء ذات غالبة سكانية شيعية أسفرت عن مقتل حوالي 68 قتيلا وجرح العشرات. وقد شهدت العاصمة بغداد أولى التفجيرات الانتحارية، حيث أعلن مصدر أمني عراقي أن ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت مدينة نصر شرق العاصمة بغداد، وأن تنفيذ التفجيرات كان بالعبوات الناسفة وأخرى بالدراجات النارية المفخخة، كما استهدف تفجيران آخران مدينة الكاظمية شمال بغداد، وقد خلفت سلسلة تفجيرات بغداد أكثر من 25 قتيلا وعشرات الجرحى. واستمرت سلسلة التفجيرات في مدينة الناصرية جنوب العراق، حيث تم استهداف زوار شيعيين كانوا بصدد التوجه إلى مزار الإمام الحسين في كربلاء، وأسفر التفجير عن مقتل أكثر من 36 شخصا وإصابة أكثر من 70 آخرين، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا سلسلة التفجيرات التي مست الأحياء الشيعية في العاصمة وفي الجنوب لأكثر من 60 قتيلا في يوم واحد. واعتبر المتابعون للشأن العراقي أن التفجيرات تأتي في سياق التوتر الذي تعرفه العراق مع تفجير الأزمة السياسية بين الشيعة والسنة، على خلفية اتهام رئيس الوزراء نوري المالكي الشيعي لنائب الرئيس طارق الهاشمي السني بتورطه في أعمال إرهابية وطلبه للمثول أمام القضاء. وقد هددت الأزمة بين الكتل السياسية الممثلة للطائفتين الشيعة والسنة بإدخال البلاد في حرب أهلية، ما استدعى تدخل الرئيس العراقي ومطالبته بعقد مؤتمر وطني. وفي آخر التطورات قرر رئيس الوزراء نوري المالكي منح ستة من وزراء القائمة العراقية إجازات مفتوحة، وتكليف وزراء آخرين بإدارة وزاراتهم بالوكالة. في هذه الأثناء قالت المستشارة في مكتب رئيس الوزراء مريم الريّس إن هذا الإجراء لن يدوم طويلا، في تأكيد على أن الحكومة ستعيد النظر في إقالة وزراء القائمة العراقية في حال استمرارهم في مقاطعة جلسات مجلس الوزراء ومجلس النواب. يشار إلى أن العراق شهد في الفترة الأخيرة تصعيدا في التفجيرات الانتحارية، بدأت مع تفجيرات نهاية شهر ديسمبر الماضي والتي اعتبرت الأكثر دموية، لتضاف إليها سلسلة تفجيرات في محافظة ديالى الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة العراقية نهاية الأسبوع المنصرم والتي خلفت مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 آخر.