شنت الأحزاب ذات التوجه الإسلامي هجوما على الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيى، بسبب قوله إن الإسلاميين لن يفوزوا في الانتخابات إلا إذا حدثت معجزة، واعتبرت تصريحه بمثابة رسائل مشفرة. وأفاد عبد المجيد مناصرة، الناطق باسم مؤسسي حزب ''جبهة التغيير الوطني''، أن الجزائريين ''تربوا على شعار الشعب الجزائري شعب المعجزات''، ردا على قول أحمد أويحيى إن ''التيار الإسلامي يحتاج لمعجزة لتحقيق أغلبية بائنة في التشريعيات''. وذكر مناصرة أن تصريحات الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي حول حظوظ الإسلاميين: ''إذا كان يقصد ألا يأخذ التيار الإسلامي الهيمنة الكاملة فربما هذا أمر صعب، لكن القانون نسبي ومن الممكن جدا أن يكون التيار الإسلامي في الطليعة''. ولفت مناصرة إلى أنه مقتنع بأن ''ميولات الناخب الجزائري تتجه للتيار الإسلامي الوطني''، وتساءل: ''لماذا تخشى السلطة من نجاح الإسلاميين... ما دام هناك التزام بالحفاظ على الطابع الجمهوري للدولة والثوابت الوطنية، فلماذا نخشى أن نستبدل حزبا بحزب آخر؟''. وقال محمد حديبي، عن حركة النهضة، إن تصريح الوزير الأول ''مقلق ومخيف وينم عن عقلية وثقافة التزوير التي مورست في الاستحقاقات السابقة، وهو بمثابة توجيه للإدارة لتهيئة الظروف من أجل تزوير إرادة الأمة، والتصدي للشعب الجزائري''. ويتابع حديبي: ''لذلك فإننا في الحركة، يتأكد لنا من خلال التصريح أن هذه الحكومة يستحيل أن تنظم وتشرف على انتخابات شفافة ونظيفة وذات مصداقية، وعلى رئيس الجمهورية أن يتحمل مسؤوليته التاريخية بتشكيل حكومة كفاءات محايدة لتهيئة الظروف الجيدة لانتخابات حرة ونزيهة ذات مصداقية''. من جهته، قال ميلود قادري، الأمين العام لجناح في حركة الإصلاح الوطني المتنازع عليها، ''أتعجب من تصريحات الوزير الأول التي يؤكد فيها أن الإسلاميين لن يفوزوا في الانتخابات التشريعية المقبلة''. وقال: ''هذا استهتار بالشعب، ولم نعهد مثل هذا الكلام من مسؤول سياسي''، مشيرا إلى مفارقة لما ''انتقد أحمد أويحيى تصريحات عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، لتوزيعه حصة 40 بالمائة للإسلاميين في الانتخابات المقبلة، بينما يعود أويحيى ويصرح بمثل ما آخذ على بلخادم التصريح به، ليقول إن الإسلاميين لن يفوزوا بالانتخابات التشريعية، بصيغة أخرى''. واعتبر قادري أن ''هذا الكلام فيه رسائل مشفرة، ونحن نحذر من التزوير، ولابد من احترام خيار الشعب هذه المرة، ونقول لأويحيى إن الشعب اكتفى بالممارسات الماضية ويتوق للتغيير عن طريق الانتخاب وليس الحراب أو الإضراب''.