تمكنا من إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين بعد عام من الثورة قال مختار الطريفي، الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في تصريح ل''الخبر''، إن هناك تجاذبات بين رئيس الجمهورية منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ووزير خارجيته حول من يصنع السياسية الخارجية في تونس، مشيرا إلى الجدل الذي أحدثه الاستقبال الرسمي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية في تونس، ما أثار عدة تحفظات بشأن هذه الزيارة لدى السلطة الفلسطينية. ماذا حققت الثورة التونسية بعد نحو عام من هروب بن علي؟ هناك عدة أشياء تم تحقيقها، أهمها القضاء على الديكتاتور، ونجاح عملية الانتقال الديمقراطي عبر انتخابات نزيهة وديمقراطية ولأول مرة، رغم أن العملية كانت صعبة ومعقدة، ولم نكن نتصور أن تنجح بتلك الصورة. كما أننا تمكنا من المصادقة على عدة مواثيق دولية، من بينها التصديق على المحكمة الجنائية الدولية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، بالإضافة إلى إعادة النظر في القوانين المتعلقة بالحريات، كقانون الإعلام والقانون الخاص بالسمعي البصري، والصحافة أصبحت حرة وإن لم تبلغ درجة عالية من الاحترافية. وماذا لم يتحقق لحد الآن؟ الثورة كان سببها الرئيسي ومحركها البطالة وغياب التنمية في المناطق الداخلية المهمشة، وبعد الثورة لم تحل هذه المشاكل بل ازدادت البطالة تفشيا، والمناطق الداخلية لا زالت مهمشة، بالإضافة إلى أن بعض الأشياء بحاجة إلى التكفل بها، مثل العناية بأسر شهداء الثورة ومحاسبة القتلة. هل هناك مكاسب تتخوفون من أن يتم التراجع عنها؟ هناك تخوف على الحريات، فأول أمس كان هناك تجمع حاشد للصحافيين أمام قصر الحكومة في القصبة للاحتجاج ضد انتهاك الحريات الإعلامية، بالإضافة إلى مخاوف من تنامي التيار السلفي الذي احتل كلية الآداب في ''منوبة'' من أجل فرض دخول المنقبات للدراسة، بشكل يتناقض مع الحريات في محاولة لفرض نمط من الحياة. ولكن ألا يعد النقاب جزءا من الحريات الشخصية؟ رئاسة الجامعة وعميد كلية الآداب أوضحوا أنه من حق المنقبات أن يدخلوا حرم الكلية، ولكن لا يمكنهن دخول قاعة الدرس لأن الأساتذة أوضحوا أنه لا يمكن التواصل بيداغوجيا مع الطالب إلا بالنظر إلى وجهه، كما أنه لا بد من معرفة هوية من يدخل إلى قاعة الدرس بشكل مطابق لبطاقته. وما قام به الطلبة السلفيون الذين قدموا حتى من جامعات أخرى هو فرض عدد قليل من الطالبات المنقبات على إدارة الجامعة، وانتهى الأمر بإخراج الطلبة السلفيين من الجامعة بعد شهر من توقف الدراسة، كما أن المنقبات لا يحق لهن دخول قاعات الدرس. ما التغيير الحاصل في السياسة الخارجية التونسية في زمن الثورة؟ لم تتضح نظرة الدولة بخصوص العلاقات الخارجية، فهناك تجاذبات حول من يقود السياسة الخارجية، هل هو رئيس الجمهورية منصف المرزوقي كما ينص على ذلك الدستور أو رئيس الحكومة ووزير الخارجية؟ ولكن الرئيس المرزوقي يتصرف وكأنه يقود السياسة الخارجية، وهذه من الأشياء الشائكة، خاصة عندما يتحدث الرئيس عن الاندماج مع ليبيا، وتصريحاته بخصوص الجزائر أيضا. استقبال تونس لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة أثار جدلا في رام الله، هل يدخل في إطار التجاذبات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء؟ زيارة إسماعيل هنية إلى تونس كانت محل جدل، ولم يعرف ما إذا كانت الدعوة وجهت من طرف حركة النهضة أو من طرف رئيس الحكومة. فإن كانت من طرف حركة النهضة فلماذا تم استقبال رئيس الحكومة الفلسطيني في غزة بشكل رسمي، وإن كانت الدعوة وجهت من طرف رئيس الحكومة فكان من المفروض أن يتم توضيح هل سحبت تونس اعترافها برئيس السلطة الفلسطينية، فهذه المسألة مازالت خلافية، وحتى السفارة الفلسطينية في تونس التي تمثل السلطة الفلسطينية في تونس لم تبلغ بزيارة هنية من أجل تحضير الاستعدادات اللازمة.