عرفت حادثة اختطاف والي ولاية إليزي، محمد العيد خلفي، تداعيات كبيرة على أسرته في سطيف التي لم تنم على الإطلاق منذ إعلان الخبر على صفحات الجرائد يوم الإثنين الماضي. وأكدت مصادر مقربة من عائلة الوالي عدم علمها بالحادثة إلى غاية قراءتها على صفحات الجرائد، زيادة على عدم ورود أي معلومات عن عملية اختطافه أو تحريره من طرف أي جهة كانت. وظلت العائلة تعيش شبه كابوس انتهى أخيرا بتعالي الأفراح بعد عملية تحريره، حيث شهد منزلها الواقع عند طرف السكة الحديدية بحي ''بومرشي'' توافد الكثير من محبي الرجل والقلقين عليه، خاصة أقاربه وأصهاره وعائلة زوجته. وتنقلت ''الخبر'' إلى منزل العائلة قصد إطلاعنا على مستجدات الأمر فتفاجأنا بعدم علمها بخبر تحريره سوى صبيحة أمس الأربعاء، ورغم ما قيل وما أذيع حول تحريره وتسليمه إلى السلطات الجزائرية من طرف ثوار الزنتان بليبيا، إلا أن العائلة لم تصدق بسبب التخوف الكبير من تضارب الأنباء، في حين لا تزال والدته زليخة بلعطار التي تجاوزت السبعين من العمر لا تعلم بالحادثة خوفا من تأثير ذلك على صحتها. والي سطيف ذرف الدموع والمكالمات لم تنقطع مع الداخلية القليل من الذين يعرفون والي إليزي المدعو ''حمودي'' يدركون طبيعة العلاقة المتينة التي تربطه بوالي ولاية سطيف، عبد القادر زوخ، هذا الأخير الذي ذرف الدموع بعد سماعه الخبر، في حين لم تنقطع اتصالاتهم مع المسؤولين في وزارة الداخلية وحتى مع سلطات ولاية إليزي، حيث يعتبر والي إليزي زميلا لوالي سطيف منذ أيام التخرج من المدرسة الوطنية للإدارة، زيادة على أن الرجلين عملا معا في ولاية المسيلة كرئيس للدائرة بالنسبة إلى محمد العيد خلفي، وكوال بالنسبة لعبد القادر زوخ. الوالي المختطف كان أحد الفاعلين في إطفاء احتجاجات ديار الشمس أكد توفيق ذيب، أحد أصدقاء والي ولاية إليزي المقربين، امتعاضه من مناداته بصفته كوالي، ويحبذ أن يناديه كل معارفه وأصدقائه بلقبه ''حمودي''، وهو اللقب الذي أطلق عليه أيام كان طالبا في ثانوية قيرواني بوسط مدينة سطيف، وهو شخص يحب أن يجتمع بكل معارفه القدامى عند مسقط رأسه بحي ''بيرقاي'' أو ما يعرف حاليا بحي بونشادة، يحب اللباس الرياضي الذي يلبسه كلما زار ولاية سطيف، يتجول برفقة أصدقائه من دون أي بروتوكولات، خاصة في مقهى الحي الذي لا يزال يحافظ على علاقته الحميمية به، لا يملك بيتا خاصا به، ويفضل الإقامة في البيت العائلي رفقة زوجته وأبنائه الأربعة، يحب والدته حبا غير عادي، خاصة بعد وفاة أخيه الأكبر المدعو ''ليزيد'' في حادث مرور، الكل يفتخر به في العائلة المتكونة من 5 إخوة، والده الحاج خلفة خلفي كان من بين أكثر الناس شعبية في مدينة سطيف، خاصة وأن العائلة امتهنت بيع الخضر والفواكه أبا عن جد، زيادة على أن والي إليزي كان من بين أكبر الذين ساهموا في إخماد احتجاجات ديار الشمس بالعاصمة، وهو ما يفسر تفوقه في لغة الحوار التي جعلته ينتقل من دون أي مرافقة أمنية إلى منطقة الدبداب أين تعرض للاختطاف.