أقدم، صبيحة أمس، عشرات من أهالي ضحيتي حادث مرور، نتيجة مطاردة رجال الشرطة لسيارة كانت تحمل كمية من السمك المهرب من تونس، على غلق طريق لاروكاد المؤدي إلى بلدية الكويف في اتجاه الحدود التونسية. حسب معلومات أدلى بها شهود عيان فإن ليلة الخميس إلى الجمعة شهدت اشتباه رجال الشرطة في سيارة نفعية من نوع تيوتا هيليكس كانت تسير في طريق لاروكاد ''الصغيرة''، غير أن سائقها زاد من السرعة عند مشاهدته لسيارة الشرطة، وكان أعوان الأمن قد حاولوا توجيه أوامر للامتثال والتوقف، ما أدى إلى ارتطام السيارة، في حادث مأساوي، بجدار وتحطمها كليا ووفاة شابين. وهي الحادثة التي أشعلت فتيل أعمال تخريبية بالطريق المزدوج لاروكاد، حيث باشرت مجموعات من الشباب برمي العجلات المطاطية والمتاريس والحجارة، مع محاولات لإضرام النار في كل شيء، احتجاجا على المطاردة، التي قالوا عنها إنها كانت مصحوبة بإطلاق نار، ما أدخل الفزع والخوف عند الضحيتين. وقد عاينت ''الخبر''، صبيحة أمس الجمعة، محاولات من أهالي الضحيتين لغلق الطريق المؤدية للحدود التونسية، والتي لم يتمكن أصحاب الشاحنات، وبعض المواطنين التونسيين، من عبورها، بسبب رشق أعوان وحدة التدخل بالحجارة والزجاجات الحارقة، التي كانت تقذف على بعد مسافة قريبة من 3 سيارات لأعوان الأمن، الذين تجنبوا نهائيا الاصطدام بالمحتجين، بالرغم من تعرض سيارتين للتخريب، ومحاولة حرق ثالثة. وبحسب مصدر أمني فإن السيارة كانت تستغل ترقيما وهميا، ولا يحوز مالكها الوثائق التقنية والإدارية المطلوبة، ونفى قطعيا استعمال الأعوان للعيارات النارية. وقد دخلت الجهات المختصة في حوار مع المحتجين لمحاولة تهدئة الأعصاب، وعدم القيام بأعمال قد تتسبب في ما لا يحمد عقباه، وهو ما تحقق مع منتصف النهار، حيث بدأت الأوضاع تعود إلى الحالة العادية. من جهة أخرى عاش مستشفى الاستعجالات بتبسة، صبيحة يوم الجمعة، حالة من الفزع وسط الأطباء والأعوان شبه الطبيين والعمال، بعدما أقدم بعض أقارب المتوفيين على تكسير وتهشيم كل شيء يعترض سبيلهم، من تجهيزات طبية ونوافذ وأبواب، ما تسبب في تسجيل خسارة معتبرة للمؤسسة الاستشفائية التي استقبلت الضحيتين. وقد أعرب لنا الطاقم الطبي عن استيائه من ظروف العمل غير الآمنة يوميا، مطالبين الجهات الأمنية بأكثر صرامة لتوفير ظروف العمل اللائقة.