لأول مرة سيحظى ألبير كامو، باحتفالية في مسقط رأسه ''الماندوفي''، ببلدية الذرعان في الطارف، بالمشاركة الشخصية للسفير الفرنسي بالجزائر كازافيي دراينكور، ليكون التخليد بين متحفظ من زاوية تاريخية، ومتحمس من جانب علمه الأدبي الإنساني، رغم أن الدعوة موجهة لوسط ضيق. بُرمجت أربع محطات للسفير الفرنسي بالجزائر كازافيي دراينكور، الذي سيحضر، غدا، في بلدية الذرعان، مراسم وضع لوح مخلد لميلاد ألبير كامو، بمسقط رأسه، وزيارة ابتدائية البشير الإبراهيمي (مدرسة الذكور) خلال الحقبة الاستعمارية، حيث درس بها لمدة سنة واحدة ومنها رحل مع عائلته إلى حي بلكور بالعاصمة. الاحتفالية وإن كان التحضير لها والدعوة لحضورها على مستوى ضيق، وربطها بالجانب الأدبي والفلسفي لصاحب جائزة نوبل للأدب سنة 1957، بمناسبة ذكرى وفاته الخمسين، وكونه من مواليد المنطقة خارج مواقفه الصامتة من الثورة التحريرية، فقد أثارت تضاربا في الآراء لدى الأطراف الفاعلة داخل الأسرة الثورية، وشخصيات الوسط الثقافي بولاية الطارف، ومن ذلك تشدد بعض القيادات المحلية في منظمتي المجاهدين وأبناء الشهداء، على خلفية قناعتهم الراسخة بأن صمت أو حياد ألبير كامو من الثورة التحريرية كان بمثابة موقف رافض لاستقلال الجزائر، وإن كان قد دعا إلى نبذ العنف في وقت متأخر من مسيرته الأدبية، وتتحفظ ذات القيادات من هذا التخليد من حيث التوقيت الزمني الذي يصادف احتفال الشعب الجزائري بخمسينية استقلاله الوطني. أما وسط الشخصيات الثقافية المحلية، فإن فرع اتحاد الكتاب على لسان رئيسه الشاعر رضا ديداني، استحسن إحياء ذكرى وفاة ألبير كامو لاعتبارات مسيرته الأدبية ذات البعد العالمي، بغض النظر، حسبه، عن مواقفه تجاه الثورة والشعب الجزائري في كتاباته، والتي تتطلب مزيدا من البحث والتنقيب لإيضاح الكثير من الملابسات. فيما قال الروائي أرزقي ديداني إن الحكم على مواقف ألبير كامو السياسية، من اختصاص المؤرخين، ويرى بأن إنسانيته الأدبية يحق الاحتفاء بها، رغم أنه غير أصيل في موقفه من الشعب الجزائري، على حد قوله، لأن منتوجه الأدبي ليس فيه ما يؤكد انتماءه لأرض الجزائر وأفكاره كانت مسبقة. أما الأديب إبراهيم عثمان، فيعيب على الموقف السلبي لألبير كامو بعدم استجابته لدعوة مجموعة ''أنتليجونسيا'' الفرنسية، التي تزعمها آنذاك الفيلسوف الأديب ''جان بول سارتر''، المطالبة باستقلال الجزائر، بما يؤكد، حسبه، موقفه غير المشرف تجاه الثورة التحريرية وتضحيات الشعب الجزائري. وأضاف المتحدث أن الاحتفاء بألبير كامو، سيكون من باب كونه شخصية أدبية، أصبحت ملكا للإنسانية. وعكس هذا الجدل، فإن نسبة عالية من سكان الذرعان، لا يرون حرجا في هذه الاحتفالية، التي ستعيد ماضي المنطقة، وتثير اهتمام المسؤولين.