ثورات الربيع العربي وفرت فرصا وظيفية جديدة للعاطلين عن العمل، فمن حسن حظ أصحاب العضلات المفتولة، والعقول الحجرية، أنهم وجدوا بسهولة وظيفة لها عدة مسميات، مثل ''بلطجي'' و''شبيح''، ولا يقبل في هذه الوظائف من لديه شهادة حسن سلوك! ويفضل أن يكون من أصحاب السوابق. وهناك وظيفة محلل سياسي، وهي انتشرت اليوم بكثرة على الفضائيات، وبإمكان أي شخص يستيقظ باكرا قبل غيره، أن يتحدث في السياسة، وقد يأتيه عرض مغرٍ في حال كان يمتلك مقوّمات صوتية تجعله بوقا للنظام. ومن الوظائف العربية الأخرى المشي هرولة وراء المسؤولين.. وأصحاب هذه الوظائف ليس لديهم مهمة محدّدة يؤدونها، وهم أنفسهم لا يعرفون طبيعة عملهم، سوى أنهم يبتسمون في وجه الضيوف، وإذا كان ولا بد من عمل شاق أدوه ذات يوم، فهو إفساح الطريق أمام المسؤول، حتى وإن كان الطريق خاليا، فهم يدفعون الهواء بأيديهم ويسبقون المسؤول بخطوات مردّدين عبارة ''تفضل'' كأنها تسجيل متكرّر، إلى أن يصل المسؤول إلى السيارة، عندئذ يعودون إلى وضعهم الطبيعي ويتنفسون الصعداء، كما لو أنهم أنجزوا عملا عظيما. وليس من حق المواطن العربي أن يشتكي البطالة. فإذا انعدمت السبل أمامه، فما عليه إلا أن يتوجه إلى أقرب بنك للدم ويتبرع بالروح والدم.. للزعيم. [email protected]