من نصدق.. الشيخ طاهر آيت علجات أطال الله في عمره، أم أحمد بوساق؟ كلا الرجلين ينطقان بما يهواه الجزائريون، الوحدة والابتعاد عن التطرف والرفعة لهذا الدين والعزة للمسلمين.. وكلاهما يتوق للعمل الدعوي الحقيقي بعيدا عن التضييق والتهميش. ما قاله الشيخ طاهر آيت علجات في سطيف، خلال الأيام الأخيرة، كان يدافع عن المرجعية الوطنية التي طمست معالمها بفعل الآراء الوافدة إلينا من هنا وهناك. إن أي جدل داخل عائلة التيار الإسلامي، لا يهدف إلى تعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يحلم به المواطنون ويعتبر اصطيادا في المياه العكرة.. ودليل على وجود خفافيش الظلام الذين لا يتوقفون عن تحريك آلة الدمار واستغلال الدين لأغراض سياسوية ولتصفية حسابات لا صلة لها بقيم المجتمع ولا باستقراره وإنما هم هؤلاء الوحيد وشغلهم الشاغل هو التلذذ برؤية رجال الدين عندنا يتبادلون الانتقادات ويكفّرون بعضهم بعضا مثلما حصل في التسعينات. مع ما نكنه للدكتور أحمد بوساق من تقدير واحترام، فإن مكانه حيث هو الآن أفضل له من الانسياق وراء محاولات جره لمعارك هامشية، ظاهرها رحمة لكن باطنها عذاب.. وتصفية لحسابات مع رموز إسلامية أخرى رفضت الانصياع لرغباتهم. وما يثير الاستغراب، لماذا جاء موقف جمعية العلماء الجزائريين متأخرا بطرد شبهة استغلالها من طرف أناس عفا عنهم الزمن ونسيهم.. ولماذا انتظرت وعيد الشيخ آيت علجات بتأسيس هيئة دينية جديدة تجمع العلماء وتنأى بنفسها عن التوظيف في ساحات اللعب السياسي غير محمود العواقب؟ الجواب: هناك من يهوى سياسة انتظر لنرى (ويت آند سي) الأمريكية المنشأ.. كنا نظن أن إسلاميينا فهموا الدرس جيدا، وأن هواية صناعة الفقاقيع الإعلامية بحثا عن متبن مضى وقتها، شيء لم يحدث ويظهر أنه علينا انتظار سنوات طويلة أخرى لكي ينضجوا أو ينضبوا. [email protected]