اقترن اسم المدافع الطاهر بن فرحات بنادي شبيبة تيارت، حيث بدأ مداعبة الكرة في هذا الفريق في سنة 1958 وسنّه انذاك لم يتجاوز 14 سنة، تحت قيادة المجاهد الكبير قايد أحمد والإخوة سكاندر وأيت عبد الرحيم. يتذكر بن فرحات أن أول لقاء له مع الفريق الأول كان في بداية الستينيات أمام إحدى النوادي في وهران، عندما كان الفريق ينشط في القسم الثالث الشرفي، ''لم أغيّر ألوان الفريق إلى غاية اعتزالي الكرة في بداية الثمانينات عن عمر يناهز 36 سنة''. ويتذكر بن فرحات بدايته مع فريق القلب شبيبة تيارت، حيث كان سعيد عمارة هو مدربا للفريق ولاعبا في نفس الوقت، بالنظر إلى حنكته وخبرته كلاعب محترف، ''حيث ما زلت أحتفظ بذكريات أيام الكرة جميلة، رغم نقص الإمكانيات سواء المادية أو الوسائل البيداغوجية''. ''كنت مطلوب في القبائل ولازمو وتلمسانوسكيكدة'' كشف لنا الطاهر أنه كان مطلوب في منتصف الستينيات وبداية السبعينيات من عدة فرق من القسم الأول والثاني، خاصة شبيبة القبائل ووداد تلمسان وجمعية وهران وحتى شبيبة سكيكدة، لكن في ذلك الوقت ''كان من الصعب تغيير فريقي، خاصة وأن المسيرين السابقين لشبيبة تيارت كنت أحترمهم. فقيمة المسيّر في ذلك الوقت يجعلك تتراجع عن فكرة المطالبة بتغيير الأجواء مهما كانت قيمة العروض''. ''المجاهد قايد أحمد رفض بشدة أن ألعب في فرنسا'' كما عرّج ابن تيارت عن العروض التي وصلته من أوروبا في ذلك الوقت، حيث أسرّ لنا أنه تلقى عرضا من نادي ليون، ''الذي واجه المنتخب الوطني في لقاء ودي، حيث سجلت بطريقة جميلة، وبعد نهاية اللقاء اقترب منّي مدرب الفريق وسألني إن كنت متحمسا للعب في فرنسا، فقلت له أني موافق، بشرط الحديث مع الإدارة، لكن قايد أحمد الذي كان وزير المجاهدين في ذلك الوقت رفض بشدة وقال لي ''كيف تلعب في ناد كان يستعمر الجزائر وعائلتك ضحت من أجل الاستقلال''، حيث كان من الصعب رفض طلب قايد أحمد، الذي كان مسيّرا فعّالا داخل الفريق وإطار دولة''. ''المرسوم الرئاسي حرمني من اللعب في أجاكس '' عبّر بن فرحات عن أسفه لعدم خوض تجربة احترافية في منتصف الستينيات وبداية السبعينيات بسبب مرسوم الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي كان يرفض احتراف اللاعب الجزائري في الخارج ''حيث أن المعسكرات التي كنا نجريها مع الفريق الوطني جعلتني أتلقى بعض العروض من فرق كبيرة. وأتذكر أننا واجهنا الفريق الإيطالي سامبدوريا في ملعبه وأديت مقابلة كبيرة واقترب مني مسيرو الفريق الإيطالي لكن جوابي كان أن القانون في الجزائر لا يسمح لي باللعب في الخارج، نفس شيء ينطبق على نادي أجاكس الهولندي وحتى نادي بال السويسري''. ''10 سنوات مع ''الخضر'' وكنّا قادرين على المشاركة في كأس العالم سنة ''70 كما يبقى صاحب التسديدات القوية والارتقاءات العالية، يتذكر تقمصه ألوان الفريق الوطني واللعب مع ثلاثة أجيال مختلفة، حيث كشف بن فرحات أن بدايته مع الخضر كانت في سنة 1964 ''وكان لي شرف اللعب بجانب لالماس، مخلوفي، عمارة، زيتوني، قبل مواصلة المشوار مع جيل هدفي رحمه الله، دالي، أوشان، الإخوة صالحي، سالمي، كالام، حيث في في نهاية الستينيات كنا نملك تشكيلة كانت قادرة على لعب كأس العالم في مكسيكو سنة 1970 لكن الحظ أدار ظهره لنا''. مؤكدا أنه كان قائد الفريق الوطني ولعب لعشر سنوات مع التشكيلة الوطنية. ''يكفيني فخرا أني كنت قائد منتخب إفريقيا في مونديال ما بين القارات'' ويبقى الطاهر يحتفظ بأعز ذكرى في مشواره، عندما اختير لأن يكون بجانب نجوم القارة السمراء في سنة 1972 عندما شارك في مونديال ما بين القارات الذي جرى بالبرازيل، ''حيث كنت قائد لاعبين كبار على غرار الراحل هدفي ميلود، لالماس، أوشان، صالحي عبد الحميد ودالي، الذين مثلوا الجزائر رفقة نجوم آخرين على غرار التونسي عتوقة، المصري حسن شحاتة، والإيفواري مبيلي، حيث واجهنا البرازيل بنجومه الكبار الذين حققوا كأس العالم''. '' ثلاثي بلكور كان يقلقني ولا أنسى حادثة بوعقل'' كل من لعب بجانب بن فرحات أو ضده يؤكد أنه كان يمتاز بتسديدات قوية. ويتذكر هذا اللاعب في إحدى مباريات كأس الجزائر أمام شبيبة القبائل التي جرت بملعب الحبيب بوعقل بوهران في السبعينيات، أنه قام بتسديدة قوية، ارتطمت بالعارضة الأفقية التي تكسرت من شدة قوة التسديدة، ''حيث انتظرنا نصف ساعة حتى يتم إعادة ترميمها وهي الحادثة التي لن أنساها''، كما اعترف الطاهر أن الثلاثي الذهبي لشباب بلوزداد، ''كان يقلقني خاصة كالام، فرغم قصر قامته كان يحسن الارتقاء ويحاول تجاوزي. نفس الشيء مع لالماس الذي يبقى ظاهرة وكان قادرا على أن يلعب في أكبر ناد أوروبي، بدون أن ننسى الفنان سالمي''.