4 ملايين سنتيم هي أكبر مكافأة تحصلت عليها'' يعود بنا بلبحري صاحب الابتسامة وخفة الروح إلى ذكريات الزمن الجميل وبعض الطرائف التي عاشها، خاصة فيما يتعلق بتحويله من مولودية سعيدة إلى شباب بلوزداد عن طريق قائد في الجيش. ''الفرنسي جون فارتيك اكتشفني وحوّلني إلى سعيدة'' يؤكد مهاجم محمد بلبحري أنه داعب الكرة منذ صغره في إحدى النوادي ببشار ''وأتذكر أن الفريق الأول الذي كان يريدني ولم أتجاوز 14 سنة كان نادي مديوني وهران عندما كنت في زيارة عائلية مع زميلي وصديقي عمر بن حمادي، عندما اختبرنا إمكانياتنا في نادي مديوني، لفتنا انتباه أحد التقنيين الذي طلب منا الانضمام إلى ذلك النادي، لكننا فضلنا الهروب والعودة إلى بشار''. وعن كيفية التحاقه بمولودية سعيدة، قال بلبحري أن النادي السعيدي كان يدرّبه مدرب فرنسي اسمه جون فارتيك في أواخر الستينيات، أعجب كثيرا بإمكانياتي عندما واجهنا مولودية سعيدة وديا في بشار وأصر على ضمي لفريقه وكان عمري، يقول بلبحري لا يتجاوز 17سنة. و''رغم صغر سني كنت أحظى بثقة المدرب الفرنسي والذي أجرى اختبارا لي مع مولودية سعيدة، الذي كان ينشط في القسم الثاني، كان ضد نادي بريد وهران حيث فزنا عليه بثلاثية مقابل هدف واحد، سجلت في ذلك اللقاء هدفين فكسبت الثقة في النفس ومحبة الجمهور السعيدي في أول موسم لي''، أضاف بلبحري. ''بابا بحري'' كانت تلهبني حماسا في ملعب 20 أوت ورغم تألقه في مولودية سعيدة وفي سن مبكر، إلا أن بلبحري اعتبر مشواره في شباب بلوزداد محطة هامة في مسيرته الكروية، لا سيما وأنه لعب مع نجوم الكرة الجزائرية في تلك الفترة، على غرار سالمي وكالام وتلمساني، لكن حمله لألوان نادي بلوزداد كان، كما قال، غير متوقع، بل كان الأمر طريفا على حد تعبيره، حيث قال ''في عام 1975 تلقيت استدعاء لتأدية الخدمة الوطنية في العاصمة وأتذكر أن فرقا عديدة كانت تريد انتدابي في ذلك الوقت، على غرار شبيبة القبائل واتحاد الجزائر والبليدة، وحتى مولودية الجزائر، لكن مسيري شباب بلوزداد كانوا أكثر إصرارا على انتدابي، واستعملوا كل الوسائل مستغلين وجود ''كومندو'' كان يسيّر ثكنة وكان يعشق شباب بلوزداد إلى النخاع. وعندما علم أنني كنت ألعب في مولودية سعيدة وأن عدة فرق مهتمة بخدماتي، قال لي عليك أن تلعب في شباب بلوزداد، أو ستبقى في الثكنة إلى غاية نهاية الخدمة الوطنية''. مضيفا أن مدربه عمارة سعيد تدخّل من أجل منحه الضوء الأخضر للعب في الشباب الذي قضى معه موسمين استثنائيين ''ولا أنسى الأوقات الرائعة مع اللاعبين الذين كانوا نجوما بأتم معنى الكلمة، فاحتكيت مع سالمي وتلمساني، كما أتذكر الأهداف التي سجلتها وكيف كان الأنصار يلقبونني ''بابا بحري'' على الطريقة البشارية، حيث كانت الأجواء الرائعة في مدرجات 20 أوت تزيدني حماسا كلما دخلت الميدان''. ''لم أنجح في مولودية وهران بسبب التكتلات'' الأجواء الرائعة التي عاشها في النادي العاصمي شباب بلوزداد لم يجدها في نادي عاصمة الغرب مولودية وهران، مما جعله يحكم على تجربته مع الحمراوة بأنها غير ناجحة مثلما كان يتوقع، حيث قال ''سعيد عمارة كان الأب الروحي للكرة السعيدية. ففي عام1977 كان يدرب مولودية وهران، حيث ألح عليّ اللعب في المولودية الوهرانية فقبلت الدعوة وقضيت عاما واحدا، لم أتمكن من التأقلم بسبب الأجواء غير الطبيعية داخل الفريق، وهذا بوجود تكتلات بين اللاعبين، مما جعلني أرغم على العودة إلى فريقي مولودية سعيدة الذي لعبت معه إلى غاية 1985وساهمت في إعادته إلى القسم الأول، وقررت بعدها الاعتزال وعمري لا يتجاوز 32 سنة''. البرازيليون انبهروا بفنياتي في ملعب 5 جويلية يتذكر ''بابا بحري'' كيف جلب أنظار الناخب الوطني الروماني ماكري. ففي سنة 1973 واجه المنتخب الجزائري البرازيل في 5 جويلية ''وأتذكر أنه تم استدعائي للمشاركة في لقاء الافتتاح الذي جمع بين المنتخب الجزائري آمال ومنتخب الأواسط حيث فزنا بثلاثية، وسجلت هدفين،، وتبقى الصورة الراسخة في ذهني عندما كنا نتأهب لدخول غرف الملابس،حيث وجدت نجوم''السامبا'' يقومون بالإحماء قصد الدخول إلى الميادين، وعندما شاهدوني هنّؤوني على الأداء الذي قدمته لأنهم تابعوا الشوط الأول من المدرجات، كما شاركت في بعض مباريات المنتخب الوطني وتألقت في اللقاء الودي ضد تشيفلد وانسداي الانجليزي وسجلت هدفين أتذكر أنني لعبت بجانب النجوم، على غرار العملاق لالماس، بن فرحات والفنان هدفي رحمه الله''. واعترف بلبحري أنه لم ينل أموالا كبيرة في مشواره الكروي رغم تألقه لأن كرة القدم، حسبه، في تلك الفترة لم تكن مصدرا لكسب الثروة مثلما هو الحال عليه الآن، حيث لم تكن المكافآت تتجاوز في بعض اللقاءات 2000 دج وأكبر مكافأة تحصّل عليها كانت في فريق شباب بلوزداد، حيث استفاد من مبلغ 4 ملايين سنتيم طيلة موسمين.