أقل ما يقال عن هذا الفريق أنه من بين أعرق الأندية على المستوى الوطني عموما والجهة الغربية خصوصا اذ يعود تاريخ تأسيسه الى سنة 1944 إبان الاحتلال الفرنسي وكان يضم عددا من الفرنسيين وكانت ألوان الفريق في البداية بالأخضر والأبيض قبل أن يتم تغييرها إلى الأزرق والأبيض بعد تدخل السلطات الفرنسية وقد عانى لاعبو الشبيبة من بطش الاستعمار حيث تعرض أغلبهم إلى الاعتقال والتجنيد الإجباري إلا أن ذلك لم يزد الفريق إلا عزما على المضي قدما والدفاع عن الوطن ولو بطريقتهم الخاصة حيث كان يضم الاخوة اسكندر (يزيد، مجيد، حميد ، محمد)، بلجيلالي العربي، سيكس، طيبي، زلاسي، حبيب، مهني عبد القادر، كيتوم ولاعبون آخرون واصلوا اللعب في صفوف الشبيبة وتشريف ألوانها بالرغم من صعوبة الظروف حيث كانوا لا يملكون حتى بذلات رياضية أو كرة يتدربون بها وكانوا يتنقلون مشيا على الأقدام لإجراء المباريات.وبعد الاستقلال واصل الفريق مسيرته التي كانت نتائجه فيها متذبذبة من فترة لأخرى و قضى الفريق معظم المواسم بين الصعود والنزول من والى القسم الأول الى غاية سقوطه نهائيا في بداية التسعينيات وعدم قدرته على العودة الى الواجهة الكروية بل تقهقر الفريق الى أدنى مستوياته وهو حاليا ينشط في قسم مابين الرابطات مجموعة وسط غرب. الوصول إلى ربع النهائي في مغامرة الكأس رغم أن فريق شبيبة تيارت من بين اعرق أندية الجزائر عموما وأندية الغرب الجزائري خصوصا ورغم النجوم التي مرت على هذا الفريق إلا أنه لم يحقق أي لقب في بطولة أو كأس جمهورية فقد اكتفى باللعب على البقاء في معظم الحالات بين الصعود والنزول من والى القسم الوطني الأول والقسم الثاني ولهذا تبقى خزانة الفريق خالية من التتويجات والألقاب كما أن الشبيبة لم تحقق نتائج كبيرة في السيدة الكأس وأحسن نتيجة كانت الوصول إلى الدور ربع النهائي سنة 1983 بقيادة المدرب محمد بريك وموسم 1986 حيث أقصيت الشبيبة على يد فريق مولودية وهران بملعب 24 فبراير بسيدي بلعباس وآخر أحسن نتيجة كذلك كانت الوصول إلى الربع النهائي وأقصي الفريق على يد اتحاد عين البيضاء عام 1998 حيث انهزم الفريق ذهابا ب 4 أهداف مقابل 3 وتعادلت في مباراة الإياب بهدفين في كل شبكة وكان أحمد بن عمار يشرف على الفريق آنذاك ومنذ ذلك الحين لم تتجاوز الشبيبة دور ال 16 من كاس الجمهورية. سياسة المصعد في كل موسم تجربة الفريق في القسم الوطني الأول لم تكن ناجحة في اغلب الأحيان حيث كان الفريق يلعب في كل مرة من اجل البقاء ويمكن تتبع مسيرة نتائج الفريق كرونولوجيا كما يلي - موسم 1971/1972الفريق يحقق الصعود الى القسم الوطني الأول تحت قيادة المدرب الأسطورة السعيد عمارة - 1973 / 1974 الفريق ينزل إلى القسم الثاني بعد تجربة قصيرة وسط الكبار. - 1983 / 1984المدرب محمد بريك"بانيس"يساهم في عودة الفريق الى القسم الوطني الأول. - 1985 / 1986 الطاهر بن فرحات يهدي الحباش صعودا تاريخيا وهذه الفترة عرفت تألق الشبيبة ما جعلها قبلة لعدة لاعبين على غرار موسى صايب، ايراتشي، بلحسن المدعو"تشيبالو"، مفتاح شعبان، نايت يحيى، الحارس بوسة، شرفاوي واللاعب بوهني الذين شرفوا الكرة التيارتية ورفعوا ألوان الفريق عاليا. - 90 / 91 الفريق يودع القسم الاول الى الابد حيث لم تعد الشبيبة تلعب فيه منذ ذلك الحين لتبدأ مشاكل الفريق بالنزول الى الأقسام الدنيا. ونظرا للمكانة المرموقة التي كان يحتلها فريق شبيبة تيارت ضمن الخارطة الكروية في الجزائر فقد تداول عدة مدربين من داخل وخارج الوطن على تدريب الفريق وتولي ادارته الفنية ونذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر المدرب الاوروغواياني "اوندرادا"الذي قدم خدمات جليلة للفريق خاصة بعد الاستقلال وفي بداية الستينات ،كما تولى أمور الفريق الاسطورة السعيد عمارة الذي كان لاعبا ومدربا في نفس الوقت، المدرب ستيفانوفيتش الذي اشرف على الفريق في موسم 75/76،ومن المدربين الأجانب نجد كلا من البلغاري غيلوف، والمدرب الاسباني غونزاليس ،أما المدربان المحليان فنجد المدرب الكبير عبد الحميد زوبا في موسم 83/84،حميد اسكندر،الطاهر بن فرحات،بن عيسى بريك، محمد بريك، سويدي بن عيسى،أحمد بن عمار،عدة مايدي ،كمال ايت سعيد ورغم ثقل الاسماء التي اشرفت على الفريق الا انه لم يحقق نتائج كبيرة خاصة بعد سقوط الفريق في بداية التسعينات. ...نجوم في ذاكرة الزرقاء مع ميلاد كل فريق تولد طموحات وأهداف وتظهر للعيان مواهب تخطف العقول قبل القلوب فصالت وجالت في الملاعب تألقت فتفوقت وأبدعت فأبهرت منها: بن يمينة قدري، برماتي، صديق ، اسكندر، الإخوة بانيس ، والرأس الذهبية سويدي، كريمو وعبد القادر غربي ، جيلايلي،الزين، واضح بن زينب، محمد العماري،محمد الزاوي،الحاج خليل،دحو رابح، قفاف من دون أن ننسى العديد من الأسماء على غرار، زيتوني ، بن مسعود ، كساس ،ولد البشير ، نوار ، تاس ، كادا ، والطاهر بن فرحات ومراد عرجاوي وعدة مايدي من الجيل الذهبي للزرقاء إضافة إلى مفخرة الولاية لاعب اولمبي الشلف حاليا ولاعب المنتخب الوطني للمحليين المتألق محمد مسعود كما أن الشبيبة كانت محطة لعدد من النجوم الذين ذاع صيتهم في عالم الكرة المستديرة على غرار الأسطورة السعيد عمارة والنجم موسى صايب. وراء كل نجاح إداريون وفنيون يسهرون على خدمة الفريق وتدعيمه ماديا ومعنويا ومن بين المسيرين الذين ساهموا بقسط وافر في شهرة الفريق وذيوع صيته نجد كلا من: آيت عبد الرحيم حمو ،يزيد اسكندر، ولد البشير ع ق، مزيان بلمسعود، مرازي، إبراهيم، بومعزة محمد، محمد واضح، بلعربي ، الحاج احمد بودالي،حنيش محمد، زيدان ميموني والرؤساء الشرفيون قايد احمد ولهبيري ،أما رؤساء الفترة الأخيرة فتولى إدارة الفريق كل من زيتوني، ورشيد نعاك والرئيس الحالي الطاهر بومدين . ويعد ملعب ايت عبد الرحيم الموجود بحي بوهني بوسط المدينة من أقدم ملاعب كرة القدم بولاية تيارت حيث كان مسرحا لعدة لقاءات تاريخية جمعت الشبيبة بفرق عريقة إلا أن هذا الملعب يبقى في هذه الأيام تحت الصيانة وإعادة التهيئة ،أما ثاني مسرح لمباريات الشبيبة فهو التحفة الرياضية وأحد أجمل الملاعب على المستوى الوطني ملعب قايد احمد المعشوشب طبيعيا تم تدشينه عام 1987والذي يتسع لأكثر من 40 ألف. "الحباش" على الزرقاء ماتفراش: لكل فريق قاعدة جماهيرية تساهم في دعمه ماديا ومعنويا ونظرا لعراقة فريق الشبيبة فان شهرتها تعدت حدود الولاية لتتجاوزها إلى مختلف الولايات المجاورة حيث كان الأنصار يتوافدون من كل مكان للتمتع بمهارات لاعبي الشبيبة خاصة في عهد الجيل الذهبي في الثمانينات بقيادة الجوهرة الطاهر بن فرحات ونظرا لكثرة أنصار الشبيبة أطلق عليهم لقب الحباش الذي صال وجال في كل ملاعب الجمهورية ومثل الكرة التيارتية أحسن تمثيل. الطاهر بن فرحات مسيرة بطل... هو من بين أشهر لاعبي شبيبة تيارت الذين ذاع صيتهم محليا ،وطنيا وحتى دوليا كرس معظم حياته لخدمة الرياضة بصفة عامة ومعشوقة الجماهير بصفة خاصة فكان لاعبا ومدربا وأبا روحيا لعدد من الأجيال الكروية ،تميز بتفانيه للعمل،التواضع،الجد والعزيمة وحب الألوان الوطنية هذه الصفات وأخرى جعلت الطاهر لاعبا مثاليا ومن طينة الكبار.ولد الطاهر بن فرحات يوم 23 مارس 1944 بمدينة تيارت وترعرع وسطها عائلة محافظة ،ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة وتفرغ لممارسة كرة القدم فالتحق بصفوف الزرقاء خلال الثورة التحريرية وسنه لم يتجاوز ال 14سنة أي عام 1958 وكان الفريق آنذاك تحت قيادة المدرب السعيد عمارة وكان دافعه الأول هو حبه للكرة المستديرة وحبه لمدينته ووطنه والدفاع عن الألوان الوطنية خاصة بعد تشجيعات القائد السياسي قايد احمد فواصل الطاهر اللعب في الفريق إلى غاية 1975 ،ولم تقتصر مشاركاته على فريق الشبيبة لوحدها بل تقمص ألوان المنتخب الوطني في العديد من المناسبات حيث تحصل معه على كأس المغرب العربي بتونس الى جانب عدد من النجوم الجزائرية على غرار هدفي ميلود، لالماس، صالحي عبد المجيد، كما شارك في التشكيلية المثالية لإفريقيا في كأس العالم المصغرة بالبرازيل عام 1972 حيث كان قائد الفريق الذي ضم حسن شحاتة"مصر"التونسي عتوقة،هدفي ولالماس......وقد كتبت الصحافة البرازيلية باسهاب عن الطاهر وصنفته ضمن احسن اللاعبين في تلك الدورة. كما كانت للطاهر تجربة في عالم التدريب حيث اشرف على تدريب شبيبة تيارت وتحقيق الصعود معها الى القسم الوطني الاول موسم85/86كما أشرف على تدريب عدة فرق على غرار وداد مستغنم، اتحاد بلعباس، وداد تيسمسيلت. بطاقة صفراء حطمت القلعة الزرقاء خطا جسيم لايغتفر لمسيري الشبيبة في الموسم المنصرم بعد تسليط عقوبة إقصاء الشبيبة بقرار من لجنة الانضباط لرابطة ما بين الجهات لكرة القدم بمعاقبة الفريق بإسقاطه إلى القسم الجهوي بعد الإحترازات التي قدمت من طرف وداد مستغانم ضد اللاعب بوتليس قدور القادم من اتحاد بلعباس وتم إقحامه في لقاء الشبيبة ضد وداد مستغانم رغم تحصله على 3 بطاقات صفراء في 3 لقاءات متتالية، قضية أحدثت ضجة كبيرة وسط أنصار "الزرقاء" الذين أصيبوا بصدمة عنيفة بسبب خطأ إداري كان بالإمكان تفاديه لو تصفح إداريو الفريق مسيرة اللاعب القادم من بلعباس ،ويبقى هذا الحدث راسخا في أذهان وعقول وقلوب عشاق الزرقاء التي كانت في الموسم الماضي تلعب ورقة الصعود لولا هذا الخطأ الذي أوصل الشبيبة إلى ماهي عليه. ومن الأشياء التي يعاب بها على فريق شبيبة تيارت هي اعتمادها على عدد كبير من اللاعبين المنتدبين من خارج الولاية رغم ان الشبيبة مدرسة عريقة قدمت ولازالت تقدم العديد من المواهب الكروية التي تخطت شهرتها حدود الولاية ولعل من أبرز اللاعبين الذين فرطت فيهم الشبيبة نجد الجناح الأيمن لقرع الذي التحق بفريق اتحاد الحراش وهو يقدم موسما رائعا مع الكواسر إضافة إلى ثنائي اتحاد البليدة أمين خيثر ويغني ،ولاعب مولودية سعيدة بوزياني ولاعب اتحاد السوقر معروف من دون أن ننسى المدافع الصلب في وداد تيسمسيلت كراش والمتألق بعوش والكثير من العصافير النادرة التي تربت في بيت الشبيبة لكنها طارت وحطت الرحال في أندية تلعب في حظيرة الكبار ولو بقيت هذه العناصر لحققت الشبيبة نتائج كبيرة فأغلب هؤلاء يمتلك قدرات ومهارات فنية وإمكانيات بدنية كان بالإمكان استغلالها في مساعدة الشبيبة