الخبير سعيد اللاوندي ل''الخبر'': أمريكا تحاول احتواء الموقف خوفا على إسرائيل تستعد مصر، اليوم، لإضراب عام دعت إليه بعض القوى الثورية والشبابية والجامعات واتحاد العمال، اعتراضا على طريقة إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية، ومطالبته بسرعة نقل السلطة إلى رئيس مدني خلال أيام، والتعجيل في محاكمة قتلة شهداء الثورة. جاء هذا وسط إجراءات تصعيدية بدأت منذ 25 جانفي الماضي، ووصلت إلى مسيرة قام بها آلاف من شباب الثورة إلى وزارة الدفاع المصرية، أمس، عقب صلاة الجمعة، حيث انطلقت 25 مسيرة من مناطق متفرقة بالقاهرة، شارك فيها آلاف المتظاهرين، وسط رفض من الأزهر، والكنيسة، وجماعة الإخوان المسلمين، وحزبي النور السلفي والوفد. قالت سالي توما، عضو ائتلاف شباب الثورة، إن المجلس العسكري فشل في إدارة المرحلة الانتقالية، وحقوق الشهداء لم تأت بعد، وسقوط آخرين يوميا، فيما يلتزم مجلس الشعب بالصمت على انتهاكات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفقراء ازدادوا فقرا بسبب سياسات المجلس العسكري، والاستثمارات الخارجية لن تتواجد في ظل حكم عسكري، الثورة من المفروض ألا تطلب، لكنها تنفذ، والشعور الذي وصلنا أن الثورة تتسول مطالبها من المجلس العسكري. سياسيا، أبدى محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات صحفية، استعداد الإخوان لتشكيل حكومة ائتلافية، ورد مصدر عسكري بأن حكومة الجنزوري مستمرة لحين تسليم السلطة، وهذا يدخل في إطار المباراة السياسية الخفية بين الإخوان والمجلس العسكري. على الصعيد الدولي، تراجعت الإدارة الأمريكية بشكل ملحوظ في تصعيدها الدبلوماسي ضد مصر، من خلال الإعلان عن زيارة رسمية لرئيس أركان الجيش الأمريكي إلى مصر، لاحتواء الموقف وإجراء محادثات مع قادة مصر حول الخيارات والعواقب، بالإضافة إلى إعلان الإدارة الأمريكية إتمام صفقة بيع أسلحتها إلى مصر، والتي كانت متعطلة منذ ستة أشهر، ويأتي هذا على خلفية مقاضاة 19 أمريكيا، بينهم نجل وزير النقل الأمريكي السابق، بتهم تمويل منظمات مصرية للإخلال بالأمن العام. ويرى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن زيارة رئيس الجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، إلى مصر، تأتي في إطار توتر العلاقات بين البلدين، على أعقاب ما يسمى بقضية ''التمويل الأجنبي''، بعدما ثبت تورط الولاياتالمتحدةالأمريكية في تمويل نشطاء سياسيين وجمعيات سياسية مصرية، وأوضح الخبير الاستيراتيجي في تصريح خص به ''الخبر''، أن العلاقة بين مصر وأمريكا لطالما كانت متوترة منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وأضاف ''تلويح أمريكا بإلغاء المعونة عن مصر لن يؤثر، لأن مصر الجديدة لن تقبل معونة بشروط، وأمريكا تسعى إلى تحقيق أهداف وسياسات معينة من خلال هذه المعونة، والمجلس العسكري كان محقا عندما قطع زيارة الوفد العسكري، وألغى كافة اللقاءات مع الكونغرس، خاصة بعدما تدخلت السفيرة الأمريكية لدى القاهرة، وطالبت بإطلاق سراح نجل وزير النقل الأمريكي السابق، المتورط في تهمة تمويل جمعيات سياسية، وهذا ليس من صلاحياتها''، وأردف قائلا ''ما يهم أمريكا هو عدم المساس بإسرائيل، حسب ما تنص عليه معاهدة كامب ديفيد، فقد أعلنت في وقت سابق أن إسرائيل الصديق الإستراتيجي الوحيد لها في الشرق الأوسط. وأعتقد أن المعونة التي تلوح أمريكا إلى إلغائها لا تساوي شيئا أمام المبالغ الضخمة التي نهبها مبارك ورموز نظامه، حيث يرى المعارضون لها من المصريين أنها بلا فائدة، وأنها لا تمثل سوى 2% من الدخل القومي المصري، وجزء منها يذهب إلى المدارس التي أنشأتها في مصر، وجزء آخر إلى مبارك''.