فر 6 جنود نصفهم جرحى من الجيش المالي، عقب استيلاء قوات المعارضة الأزوادية على منطقة تين زواتين الحدودية مع الجزائر، على متن سيارة عسكرية، ليلة الخميس إلى الجمعة. وألقى الجنود السلاح قبل الوصول إلى الجزائر وطلبوا اللجوء وعلاج 3 من زملائهم المصابين بجروح في معارك تين زواتين. وقال مصدر على صلة بالملف الأمني في الجنوب والساحل إن 6 جنود نظاميين من الجيش المالي قد تسللوا عبر الحدود ثم توقفوا على بعد 2 كلم من نقطة عسكرية للجيش الجزائري واتصلوا بالحامية الجزائرية طالبين اللجوء وعلاج 3 من زملائهم الجرحى الذين أصيبوا في معارك تين زواتين المتواصلة إلى حد الساعة. وقال شهود عيان من منطقة تين زواتين الجزائرية إن دوي الانفجارات سمع طيلة يومي الأربعاء والخميس في الجانب الجزائري، ما يؤشر على شدة المعارك. كما فجر مسلحون، يعتقد أنهم من المتمردين، مخازن تابعة للحكومة المالية في منطقة سولن، 5 كلم غرب تين زواتين، لمنع الجيش المالي من استعمالها كقاعدة للهجوم المعاكس على المنطقة. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الجيش المالي فقد ما لا يقل عن 40 عسكريا في المعارك، بينما فر مثلهم إلى الصحراء وفضل 6 منهم الفرار إلى الجزائر. ويجري الجيش عملية تمشيط للصحراء بحثا عن جنود ماليين فارين من القتال يعتقد أنهم تسللوا إلى الجزائر، بحيث شهدت مناطق صحراوية قريبة من المنطقة تحليق طائرتين تابعتين للجيش المالي يعتقد أنهما في مهمة استطلاعية قبل هجوم الجيش لاستعادة البلدة الحدودية الإستراتيجية التي تعد من أهم المعابر بين الجزائر ومالي. ويجري عسكريون من الجزائر ومالي مشاورات بشأن إمكانية تسليم الجنود للجيش المالي، بحيث يخضع الجرحى منهم حاليا للعلاج، حيث أصيبوا بالرصاص في البطن والرجلين. وتشهد عدة مناطق محيطة ببلدة تين زواتين الحدودية تحركات مكثفة للعشرات من سيارات ومدرعات الجيش المالي التي تتهيأ للانقضاض على البلدة. وكشف مصدر متابع للشأن العسكري في المنطقة أن المتمردين الأزواد يخوضون حرب استنزاف قاسية ضد الجيش المالي، حيث يحتلون منطقة ثم ينسحبون منها لإنهاك القوات المالية وتشتيتها، وهو نفس التكتيك الذي انتهجه ثوار ليبيا ضد قوات القذافي في بداية الحرب الأهلية الليبية. مستشفى أدرار يعالج جنودا ماليين أصيبوا في المعارك من جهة أخرى، كشف مصدر طبي أن مستشفى أدرار استقبل، ليلة أمس، 3 جنود ماليين أصيبوا خلال المعارك التي تدور رحاها هذه الأيام بين الجيش المالي وحركة تحرير أزواد. وذكر نفس المصدر أن الجنود المصابين منهم اثنان كانت حالتهما الصحية حرجة نظرا لإصابتهما برصاصات على مستوى البطن، وقد خضعا لعملية جراحيه دقيقة كللت بالنجاح.