قدّم، أمس، رفقاء المرحوم عبد الحميد مهري في التأبينية التي بادرت بها محافظة حزب جبهة التحرير الوطني، ببسكرة، شهادات مؤثرة عن أخلاق الرجل ومواقفه. وقال الهاشمي عثماني، أحد رفقاء الراحل، إنه سيّر الحكومة المؤقتة سرا، بين حقبة فرحات عباس ويوسف بن خدة. وقدم الهاشمي عددا من مواقف المرحوم، قائلا إنه عندما أراد تسجيل ابنه الوحيد في المدرسة الابتدائية وقف في الطابور، رغم أنه كان أمينا عاما بوزارة التربية، كما انتقد بشدة مكان تواجد سفارة الجزائر بفرنسا، لما عيّن سفيرا، ولم يهدأ له بال حتى غيّره بآخر يليق بسمعة الجزائر، مشيرا إلى أن المفكر الفرنسي ''جيل لوروا'' حضر حفلا وصفق طويلا للمرحوم مهري وقال له: ''لقد أتيت هنا لأنك تمثل الجزائر''. وكشف الهاشمي أن السكن الذي يأوي عائلته حاليا يتشكل من 3 غرف فقط وتبرّع به له أحد قادة الثورة، وقال له أنت لا تسرق ولن تسرق. والمؤسف، حسب المتحدث، أن البعض أرادوا الاستيلاء عليه. وفي نفس المنحى أكد النذير بولفرون، أن مهري لما أزيح من منصبه بوزارة التربية سلم مفاتيح السيارة وعاد إلى بيته ممتطيا الحافلة. وبخصوص المؤامرة العلمية التي أطاحت به، أضاف بولفرون أن الفقيد لم يكن محاميا على أشخاص أو تيار معين، بل مدافعا عن الجزائر، وهو أول من حذر من العنف اللفظي، وأول من نادى بالمصالحة، ويكفي أن الجميع يحترمه بمن في ذلك خصومه، وهذا ما جسدته جنازته.