182 كاميرا و380 ألف شرطي لمراقبة 109 مليون ناخب كشفت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في روسيا عن تقدم فلاديمير بوتين عن المرشحين الآخرين. وبلغ عدد المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية أزيد من 109 مليون ناخب حسب لجنة الانتخابات المركزية. أشارت استطلاعات رأي الناخبين، أجريت عند خروجهم مباشرة من مراكز الاقتراع، والتي تعرف باسم ''إكزيت بولز''، إلى أن المرشح رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، يتصدر السباق الانتخابي. وأدلى فلاديمير بوتين، وزوجته ليودميلا، التي نادرا ما تظهر في العلن، أمس، بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية. وقال رجل روسيا القوي في تصريحات للصحفيين في مكتب الاقتراع: ''لقد نمت جيدا وقمت بتمارين رياضية ثم جئت لأدلي بصوتي''. وأضاف قائلا: ''آمل أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة، وأنا واثق من أن الناس سيبرهنون على حس المسؤولية لديهم''. وناشد بوتين مواطنيه لكي يدعموه ويساندوه وهو يخوض ''معركة موسكو'' على حد قوله. وصرح نائب رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا، ستانيسلاف فافيلوف، بأن نسبة المشاركة في انتخابات رئيس روسيا، عند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم (أمس) بتوقيت موسكو بلغت 6,47 بالمائة، بزيادة نسبتها 8,4 بالمائة عن الانتخابات الرئاسية السابقة في العام ,2008 وارتفعت النسبة، حسب سكرتير اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا، نيكولاي كونكين، عند الساعة السادسة مساء إلى 3, 58 بالمائة. وجرت الانتخابات الروسية في أجواء مميزة جدا، فهذه هي المرة الأولى التي ينتخب رئيس الدولة الروسية لفترة ستة أعوام بدلا من أربعة. كما جرى تصوير عمليات الاقتراع بواسطة كاميرات فيديو تم وضعها في كل مراكز الاقتراع، بالإضافة إلى بث مباشر للعملية على الأنترنت. وأمر بوتين بنصب 182 ألف كاميرا مراقبة موصولة بالأنترنت في 91 ألف مركز اقتراع، لنقل عملية التصويت، التي ينظم بعضها في نواد اجتماعية. وشُغِّلت الكاميرات بدءا من مساء السبت. كما جرت الانتخابات تحت رقابة ما يقرب من 700 مراقب يمثلون مختلف المنظمات الدولية والإقليمية، ومنها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي والجمعية البرلمانية لمنظومة بلدان الكومنولث، إلى جانب ما يقرب من ستة آلاف من الصحفيين المحليين والأجانب، ومعهم الآلاف من مندوبي المرشحين الخمسة. وتمثل هذه الانتخابات تحديا للسلطة الجديدة، حيث لمحت المعارضة، التي تجندت منذ أيام ضد ترشيح بوتين، إلى إقامة ثورة شبيهة بالثورة البرتقالية الأوكرانية إذا فاز مرشح السلطة فلاديمير بوتين. وتحسبا لذلك، أعلن نائب وزير الداخلية الروسي، ألكسندر جوروفوي، عن تجنيد أكثر من 380 ألف شرطي لتأمين الانتخابات. بينما قام خبراء المتفجرات، أمس، بفحص جميع مراكز الاقتراع البالغ عددها 94332 مركز في جميع أنحاء روسيا، مستعينين بالكلاب المدربة. وفي سياق آخر، أعلن عمدة موسكو، سيرجي سوبيانين، عن عدم السماح بإقامة مخيمات للمحتجين بعد الانتخابات، مشيرا إلى أن السلطات توفر الأماكن المناسبة للراغبين في التعبير عن آرائهم ''ولكن لن يكون هناك ميدان، إذ لن نسمح بنصب أي خيم في المدينة''. وبموجب التعديلات الدستورية التي طرحها الرئيس ميدفيديف في العام 2008 يمكن لبوتين بعد فوزه المنتظر أن يستمر في منصبه حتى العام ,2024 أي لفترتين أخريين تضافان إلى سنوات عمله السابقة التي تعود بدايتها إلى أوت 1999 سواء كرئيس للدولة أو رئيس للحكومة. حديث عن تزوير رغم كاميرات المراقبة ورغم استعمال كاميرات المراقبة والبث المباشر على الأنترنت، فقد تلقت وزارة الداخلية الروسية على الخط الساخن المخصص لاستقبال الشكاوى 21 رسالة تتحدث عن مخالفات. وكشفت بعض أحزاب المعارضة الروسية، بالإضافة إلى منظمة غولوس غير الحكومية، عن وقوع عمليات تزوير في العديد من مكاتب الاقتراع. وكتب الحزب الديمقراطي الروسي يابلوكو على موقعه الإلكتروني أن ''نفس الأشخاص يصوتون في المركزين رقم 2164 و2166 في موسكو''. وقال متحدث باسم رئاسة الوزارة لوسائل الإعلام إن ''هذه المخالفات ليست بالكبيرة، لكن يتم الآن التأكد من صحتها''. وأوضح قائلا: ''وردت حتى الساعة الثانية بعد ظهر أمس 21 رسالة عن المخالفات بشتى أنواعها. وقد تمت إحالتها إلى مراكز الشرطة المحلية للتأكد من صحتها، وسيتم إبلاغ الوزارة عن صحة المعلومات والإجراءات المتخذة بشأنها''. وقال مصدر في وزارة الداخلية الروسية لوكالة أنباء نوفوستي إن مصالح الأمن في مدينة سان بترسبورغ ضبطت، عند ظهر أمس، أول محاولة لتزوير الانتخابات، حيث ألقت سيدة عدة أوراق في صندوق المقترعين في المركز الانتخابي رقم .118 ومن جانبها قالت منظمة رقابية مستقلة تدعى ''مراقبو بترسبورغ'' إنها رصدت 4 حالات تزوير حتى الآن، بالإضافة إلى 193 مخالفة أخرى. وفي مدينة إيجيفسك التي يقع فيها مصنع رشاشات كلاشنيكوف، أوقفت الشرطة ناخبا ''قذف كاميرا المراقبة بألفاظ نابية'' في أحد المراكز الانتخابية.