رغم تراجع شعبية حزب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ''روسيا الموحدة'' في الانتخابات البرلمانية الروسية بعد فرز نحو 94 من صناديق الاقتراع، إلا أن مراقبين يرون قرب عودة بوتين إلى الكرملين في انتخابات مارس 2012 الرئاسية. وشكلت هذه الانتخابات اختبارا لمدى شعبية بوتين الذي تولى الرئاسة بين 2000 و2008 ويستعدّ للعودة. وقالت لجنة الانتخابات إن حزب روسيا الموحدة قد نال أقل من 50 بالمائة من أصوات الناخبين، مقارنة بحوالي 64 بالمائة في الانتخابات السابقة. من جهتها، قالت منظمة ''غولوس'' وهي الجهة المستقلة الوحيدة التي تراقب هذه الانتخابات، إنها قدمت شكاوى بأكثر من 5300 خرق ومخالفة لقانون الانتخابات. ومن جهة أخرى، حصل الحزب الشيوعي، أكبر أحزاب المعارضة في مجلس النواب على1, 19 في المائة من الأصوات، فيما حاز حزب روسيا العادلة 13 في المائة والحزب الليبرالي الديمقراطي 8, 11 في المئة، ولم يتجاوز حزب يابلوكو الليبرالي عتبة السبعة في المائة. وقال رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف: ''حسب معلوماتي لم تحصل تجاوزات''. معلنا أن نسبة المشاركة كانت ''ستين في المائة على الأقل''. أما إيفان ملنيكوف نائب رئيس الحزب الشيوعي فقال ''تلقينا آلاف الشكاوى من المناطق تؤكد الحجم الكبير لعمليات التزوير''. واعتبرت مصادر إعلامية غربية أن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في روسيا، أظهرت تدني شعبية حزب ''روسيا الموحدة'' الحاكم و''تعب الناخبين الروس من شخصية سياسية تتفرد بصدارة الساحة السياسية الروسية خلال ما يزيد عن 10 أعوام''، على حد تعبير صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن ''المزيد من الروس يعبّرون عن عدم ارتياحهم لأسلوب بوتين ولكنهم لا يجدون بديلاً يولونه ثقتهم''. ووصفت صحيفة ''لافيغارو'' الفرنسية الانتخابات البرلمانية الروسية بأنها ''علامة فارقة'' في تاريخ روسيا، معتبرة أنها ''جرّدت حزب ''روسيا الموحدة'' من الحق في تغيير الدستور الروسي''. فيما ترى صحيفة ''ديلي تلغراف'' البريطانية أن بوتين يبقى أكثر سياسيي روسيا كفاءة.