لا يزال يتوافد الآلاف من المسيحيين على المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية شرق العاصمة المصرية القاهرة، لإلقاء النظرة الأخيرة على البابا شنودة الذي وافته المنية أول أمس عن عمر يناهز 88 سنة، ووضع جثمانه على كرسيه البابوي، وهو يرتدي ملابسه الدينية الرسمية، إلى أن يقام قداس الجنازة بنفس الكاتدرائية. ومن المتوقع أن تحضر جنازة البابا شنودة الكثير من القيادات الدينية والسياسية على مستوى العالم يوم الثلاثاء المقبل. وطبقا للقواعد الكنسية المصرية فإن المجمع المقدس سيجتمع خلال شهرين لاختيار أولي لثلاثة مرشحين لمقعد البابا، ثم سيتم إجراء ما يسمى بالقرعة الهيكلية لاختيار البابا الجديد لأقباط مصر. وفاة البابا شنودة تسببت في إثارة الجدل حول العديد من النقاط، أولها موقف الكنيسة المصرية من قضية التطبيع مع إسرائيل، فقد سبق ورفض البابا شنودة، طوال الأعوام الماضية، زيارة بيت المقدس في فلسطين، قائلا ''لن نحج إلى بيت المقدس وحدنا، بل سنحجه مع إخواننا المسلمين بعد تحرير فلسطين''، الأزمة الثانية أن الكنيسة المصرية تتبعها 40 كنيسة حول العالم في أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا، ولا يقل عدد أتباعها في العالم عن 50 مليونا، ومن أبرز الكنائس التي تتبع مصر الكنيسة الأثيوبية الأم، وهذا ما جعل البعض يتساءل حول أحقية آخرين من غير المصريين في التقدم للترشح للكرسي البابوي. وهي الأزمة التي حسمها جمال عبد الناصر عام 1957، حينما أصدر قانونا يؤكد أن البابا يجب أن يكون من مصر، ومرت على فترة رهبنته 15 سنة على الأقل، وألا يكون متزوجا. ومن المعروف أن مصر تحتكر الكرسي البابوي منذ 19 قرنا.